وزير الدفاع الفرنسي إلى مصر لتوقيع صفقة بيع 24 طائرة «رافال» وفرقاطة
في أول نجاح لفرنسا في تسويق طائرات «رافال»، فخر صناعتها الحربية، يوقّع وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يوم الإثنين صفقة بيع القاهرة 24 طائرة من هذا الطراز من إنتاج شركة «داسو» التي تحدثت عن أن العقد المصري ربما يفتح الباب أمام عقود مماثلة مع دول في الشرق الأوسط.
وكان الرئيس فرنسوا هولاند رحب الخميس بالصفقة المتوقعة مع مصر، قائلاً إن «طائرة رافال المقاتلة فازت بأول عقد للتصدير»، موضحاً أن الصفقة تتضمن شراء مصر ٢٤ طائرة «رافال» وصواريخ «شاهين» التي تُطلق منها وفرقاطة «فرام» واحدة. ويتوجه الوزير جان إيف لودريان إلى القاهرة الإثنين لتوقيع الصفقة التي تبلغ قيمتها خمسة بلايين يورو مع الرئيس السيسي، وفق ما أعلنت باريس.
وشرح مصدر فرنسي مسؤول للصحافة في باريس حاجة لمصر لهذه الصفقة، قائلاً إن مصر تواجه تهديدات إرهابية في سيناء من مجموعات تنتمي إلى تنظيم «داعش»، كما تواجه أوضاعاً خطيرة على حدودها مع ليبيا التي تعيش حالاً من عدم الاستقرار وتواجه بدورها كثافة تهديدات من المجموعات نفسها التي تهدد مصر.
وأضاف المصدر أن الرئيس المصري «مدرك كلياً» للتحديات التي تواجهها بلاده على الصعيدين الأمني والاقتصادي، وهو يريد الإسراع بسلسلة مشاريع، منها افتتاح توسيع قناة السويس وتحديث قطاعي الاقتصاد والدفاع. وتابع أن المفاوضات بين فرنسا ومصر حول الصفقة بدأت بين الرئيس السيسي ومفاوضه الجنرال أسار وسفير مصر في فرنسا إيهاب بدوي ومن الجانب الفرنسي شارك وزير الدفاع لودريان بالتنسيق مع الشركات المصنعة للأسلحة محور الصفقة والتي كانت تحظى بـ «متابعة وثيقة» من الرئيس هولاند. وقال إن المفاوضات الأولى حول طائرات «رافال» بين لودريان والجانب المصري بدأت في ١٦ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٤ بعد جولة قام بها الوزير الفرنسي وبدأت في الإمارات قبل انتقاله إلى القاهرة، حيث استقبله الرئيس السيسي وأعرب عن اهتمامه بالطائرة الفرنسية. وقد طلب الجانب المصري تسليم الفرقاطة «فرام» في آب (أغسطس) من هذه السنة خلال افتتاح توسيع قناة السويس، مع ثلاث طائرات «رافال» تشارك في الاحتفال المتوقع أن يحضره الرئيس هولاند في ٥ آب.
وشدد المصدر على أهمية أن تدعم فرنسا «استقرار مصر وأمنها». وسئل عن تمويل الصفقة، فأجاب بأن الجزء الأكبر هو بتمويل مصري وأقل من ٥٠ في المئة بقروض من البنوك الفرنسية تغطيها «كوفاس» لضمان الصادرات الفرنسية.
والجدير بالذكر أن ولي العهد الإماراتي الشيخ محمد بن زايد كان قد شكر الرئيس هولاند خلال زيارته باريس على دعمه مصر وتفهمه ضرورة تكثيف المساعدات والدعم لهذا البلد، كما أن الجانب الإماراتي أشاد بتعاليم الأزهر الشريف وإمكان أن يكون نموذجاً للأمة والمسلمين في فرنسا بهدف تجنب التطرف الذي تعاني منه. ونفى المصدر كلياً أن تكون الإمارات شاركت في تمويل صفقة «رافال»، قائلاً إنها عبارة عن عقد بين دولتي مصر وفرنسا.
وأشارت «فرانس برس» إلى أن العقد يشمل 24 مقاتلة «رافال» وفرقاطة متعددة المهام تصنعها مجموعة ادارة الصناعات البحرية (دي سي أن أس) لقاء 5,2 بليون يورو، وإلى أن الصفقة تأتي بعد فشل ست محاولات لتصدير هذه المقاتلة منذ بدء استخدامها في الجيش الفرنسي في 2004. ففي 2002 و2013، اختارت هولندا وغيرها من الدول التي تشتري عادة من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وسنغافورة مقاتلات أميركية.
وفي 2013، وضعت البرازيل حداً لأكثر من عشر سنوات من المفاوضات والتأجيل مفضلة مقاتلة «غريبن أن جي» السويدية على «رافال» و «أف إيه 18 سوبر هورنت» من تصنيع «بوينغ» الأميركية لقاء 4,5 بليون دولار. كما خسرت فرنسا في 2007 عقداً مع المغرب لبيع 24 مقاتلة «رافال» بعدما فضلت الرباط شراء مقاتلة «أف- 16» الأميركية، على رغم الروابط التقليدية التي تربطها مع باريس.
ونقلت وكالة «رويترز» أمس عن الرئيس التنفيذي لشركة «داسو» إريك ترابييه قوله لإذاعة «آر. تي. إل.» في شأن صفقة «رافال» مع مصر: «أعتقد أن هذه الصفقة لدولة عربية كبيرة ستؤدي إلى نمو سريع». وأضاف: «هناك عملاء محتملون آخرون في الشرق الأوسط… قطر تبحث ونحاول أيضاً تسويق أنفسنا في ماليزيا». وفي تعليق على اتفاق متعثر لبيع 126 مقاتلة «رافال» لسلاح الجو الهندي، قال ترابييه: «(الصفقة مع) الهند ستستغرق وقتاً أطول من مصر».