ﻻ صوت يعلو فوق صوت..!
اﻷمر بات أكثر من واضح فما يجري يحمل ثأرا، ورأس جريدة الوطن مطلوب، ربما ﻷكثر من جهة، وأن تعطيلها أطول مدة ممكنة ﻹلحاق أفدح الضرر بها، وتكبيدها خسائر مادية بابعادها عن الساحة هدف وغاية للبعض، فكل قرار يصدر لصالحها يعطل تنفيذه، وكل حكم يكون مفيدا لها يؤجل لسبب أو ﻵخر، ووزارة اﻹعلام جاهزة وعلى أهبة اﻻستعداد للوقوف في وجه عودة جريدة الوطن لقرائها، وطالما ان الحجج موجودة، فالمسائل على قولة المصريين (ألمازة).كسلطة رابعة من حق الوطن وغيرها من الجرائد، ان تنتقد المسؤولين على أعمالهم بدءا من رئيس مجلس الوزراء، نزوﻻ الى أصغر موظف في الدولة، ومن حقها ان تنتقد البرلمان برئيسه وأعضائه، فالجميع في السلطتين التشريعية والتنفيذية شخصيات عامة جرى اختيارها من أجل ادارة اﻷمور في الدولة، ومن أجل تحقيق التقدم والتنمية فيها، ومن أجل العمل على راحة ورفاهية شعبها، واﻻنتقاد مهما كان حادا ساخنا، فهو صادر من كتاب وصحافيين كويتيين يحبون الكويت كما يحبها سمو الرئيس والوزراء، وجناب الرئيس والنواب، مع حفظ اﻷلقاب، ويريدون بلدهم ان تكون من أفضل وأحسن البلدان، كما يريد سمو الرئيس والوزراء، وجناب الرئيس والنواب كذلك، ومن غير المعقول وﻻ المقبول هدم المعبد على من فيه ﻷن طريقة الانتقاد ﻻ تعجب البعض، مثلاً، هل يظن سمو الرئيس ان حديثه عن دولة الرفاه التي انتهت سيكون مقبوﻻ ومسكوتا عنه من قبل أهل الكويت وهم يرون أموالهم من عوائد البترول الذي سينضب في يوم ما تذهب لدول هنا وهناك بالمليارات بدون ان يعرفوا لماذا، وما هي اﻷسباب المبررة لذلك الكرم مع الخارج؟ أيضا، هل يظن جناب الرئيس ان صمته وسكوته كنائب عن الشعب عن المشروعات الحكومية الكبيرة الواقفة، أو التي تزحف كالسلحفاة، أو التي تعطل التنفيذ فيها سنوات طوال، التي تكلفت أضعاف قيمتها الحقيقية، أمر مقبول ومرضي ﻷهل الكويت، وأن كونه شريكا في بعض الشركات التي تقوم بتلك المشاريع، أو حتى قريبا من ملاكها يمنحه الحق في ان يقمع اﻷصوات التي ترتفع منتقدة ومطالبة باﻹصلاح، وهل نسي أحداث ديوانية الحربش التي شارك فيها بنفسه كأحد المطالبين باﻹصلاح، فلماذا اذن ينكر على غيره ذلك، وﻻ يعجبه ان ينتقد أداءه أحد.
سمو الرئيس وجناب الرئيس اتركوا أعمالكم تتحدث عن نفسها فبهذه الطريقة فقط تلجمون اﻷلسن عن النقد، واﻷقلام عن الكتابة، وغير ذلك ﻻ يفيد.
عزيزة المفرج