اتسع الفتق كثيرا
سهل خياطة فتق في ثوب أو في قماش ما، اذا كان ضيقا صغيرا في بدايته، ولكنه يحتاج الى جهد أكبر، ووقت أطول، وخلق أكثر، اذا أهمل وترك ليتسع ويكبر، ومثل ذلك المشاكل، فاذا كانت المشكلة تافهة صغيرة وفي بدايتها، فمن اليسير ايجاد الحلول لها، أما اذا كبرت، وتوسعت، وامتدت، وتعقدت فقد تحتاج الى معجزة لحلها، وربما ﻻ تحل اﻻ بعد خسارة الكثير، هذا اذا حلت، وذلك بالضبط حال اﻹخوة في اليمن الذي تحول بفضل قيادته الى غير سعيد، منذ أمد بعيد.
مشكلة الحوثيين في اليمن بدأت صغيرة، في منطقة محدودة أو جزء معين من أجزاء اليمن، ورويدا رويدا بدأنا نشاهد هؤلاء الحوثيين يتمددون وينتشرون في كامل أرض اليمن، والمدن تتساقط تحت أقدامهم الواحدة بعد اﻷخرى، وباقي اليمنيين يقفون أمامهم مكتوفي اﻷيدي، وان تصرفوا فعلوا ذلك على استحياء، ولم يمض طويل وقت اﻻ وكانت البلد قد سقطت بكاملها بين يدي تلك الفئة التابعة قلبا وقالبا ﻹيران، لتلحق بلبنان وسورية والعراق استكماﻻ لكماشة الهلال.
التيار الحوثي مرض سرطاني ضرب اليمن في خاصرتها، ثم بدأ ينتشر في باقي جسدها، فانتقل بسرعة للكلى والكبد والرئتين والقلب، وحين وصل الى الدماغ، بدأت التحركات الجادة لمحاولة انقاذها من الموت ولكن هيهات.الحوثيون أسقطوا الوزارات، واستولوا على مخازن اﻷسلحة، وتحكموا في الشوارع، وتسلطوا على المراكز القيادية في الدولة، وغيروا الدستور، ووضعوا دستورهم الخاص، وتخلصوا من القيادات المعارضة لهم.عملوا ذلك كله بالتدريج، والجميع في الداخل والخارج جالس يتفرج، وﻻ أحد يريد ان يرتق فتقا يتسع ويتسع ويتسع الى ان وصل الى مرحلة يصعب فيها على الراتق ان يفعل شيئا للاصلاح، اﻻ بما يتكلفه ذلك من أموال وأرواح وتكاليف باهظة، وها هي اليمن تدخل في نفق مظلم ﻻ يعرف نهايته اﻻ الله.الوضع في ذلك البلد دخل في مرحلة الخطر الشديد، فالجنوب يطالب باﻻنفصال، والعاصمة صنعاء تغلي، والمظاهرات المعارضة للانقلاب الحوثي تجوب الشوارع اليمنية، وأمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وايطاليا والسعودية أغلقت سفاراتها، وسحبت بعثاتها الدبلوماسية، وقد تلحقها بلاد أخرى كثيرة في اﻷيام القادمة، وأصابع علي عبدالله صالح م زالت ترش البنزين في أنحاء البلاد، وما زالت عيدان الكبريت.جاهزة لحرق اﻷخضر واليابس بطريقة علي وعلى أعدائي وها هي اليمن تذهب سريعا باتجاه حرب أهلية تدمر الجميع.ﻻ نعرف ما سيحدث ولكننا ندعو الله ان تمر اﻷمور بأهون اﻷضرار فقد سئمنا ومللنا من حروب الدول اﻷخرى التي ﻻ تحدث اﻻ على أراضينا.
عزيزة المفرج
“الوطن”