مقالات

القهر الفاحش

الوضع بصراحة كئيب، محزن، ويضيق الخلق، والزمن الذي نعيشه هذه اﻷيام هو بالفعل زمن التوحش والبربرية والكراهية بلا حدود.موجات الطاقة السلبية ملأت أجواءنا، ومن كثرتها أخذت تتصادم فيما بينها وهي تتنقل بين أرجاء بلادنا كلها، فلم تترك بلدا عربيا واحدا هادئا ومستقرا، واﻷوضاع في كل واحد منها اما مشتعلة، أو يعمل على اشعالها حين تتسنى فرصة مناسبة.بلاد اﻹسلام صارت مرتعاً للمجازين من السفاحين، ودارا للبرابرة من سفاكي الدماء، وملاذا للمرتزقة والمعتوهين من المجرمين، بعضهم للأسف الشديد منا وفينا، وبعضهم يتواردون علينا من جميع بلاد الدنيا، كل حامل سكينه، وكلهم ينتظر – على أحر من الجمر – فرصته لنحر الرقاب وقطعها.مئات وآﻻف أﻵباء واﻷمهات شاهدوا أبناءهم وفلذات أكبادهم وهم يذبحون، ورأوهم وهم مخضبون بدمائهم الزكية، ورأوهم بعد ان سحبت من عروقهم الحياة، وأصبحوا جثثا هامدة ﻻ حياة فيها، وما أقسى ذلك على القلوب والعقول.ما أقسى ذلك على قلب أم حملت، وربت، وتعبت، وكبرت وبسهولة يأتي مجرم شيزوفريني متعطش للدماء، وينهي حياة فلذة كبدها (بجزة سكين) فيحولها الى أم ثكلى ستظل تبكي بدل الدموع دم الى آخر يوم من حياتها.ما أصعب اﻷمر على قلب أب ينتظر ان يكبر ابنه الصغير لكي يعمل ويشتغل ويعينه ليرتاح هو بعد تعب، فيقتله صاحب عقل مختل ويحوله الى والد مكلوم، سيظل يبكي بدل الدموع دماً الى آخر يوم من حياته.المنظر المتكرر لخفافيش السواد والكراهية، البشعين مظهرا ومخبرا وهم يسوقون ضحاياهم اﻷبرياء لحتفهم بعد ان يجبروهم على ارتداء ثوب اﻹعدام اﻷمريكي البرتقالي اللون الذي أصبح مستفزا، مثيرا لغضب النفس البشرية المفطورة على حب الخير، ويبدو ان عملية تخريب الوطن العربي مقصودة، دع عنك عملية تشويه اﻹسلام الجارية على قدم وساق في كافة بلاد (الحريق العربي) بعد اسقاط أنظمتها الحاكمة.لسنا متخصصين في السياسة، وﻻ نفهم ألف بائها، ولكن هذا الذي يحدث في بلادنا أﻻ يظهر سعيا غربيا محموما نحو حرب أخرى نحن ضحاياها، هدفها شرق أوسط جديد، بدول وتقسيمات جديدة، كما بشرت بذلك كونداليزا رايس من قبل، وهل فشل أمريكا في تمزيق وتفتيت مصر على يد عملائها من اﻹخوان المسلمين، ووقوف الجيش المصري بقوة خلف قيادته الجديدة هو السبب في محاوﻻت اشعال اﻷوضاع، خاصة في مصر، بهذا الشكل، بأدوات وأذرع عربية مأجورة؟ الله أعلم وما نملكه هو ان نسأل الله السلامة، وأن يحفظ بلادنا من كل شر، وأن يرد كيد كل من أراد بها شرا الى نحره انه سميع مجيب الدعوات.

عزيزة المفرج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.