مقالات

الإبل «وداعش»

عينة عشوائية من 150 طفلا ما بين 6 و12 عاما من الجنسين من 15 دولة عربية.. عبروا بالرسم عن كيفية تخيلهم للاسلام والمسلمين، وذلك في استطلاع أجرته صحيفة الاتحاد الاماراتية للكشف عن حقيقة الصورة الذهنية للاسلام في عقول اطفالنا.. فكانت النتائج صادمة.
وحسبما جاء في مقال الدكتور عبدالحميد الانصاري المنشور في جريدة الجريدة، فإن الرسومات عبرت عن حالتي التناقض والانفصام النفسيين اللتين يعيشهما اطفالنا بين ما يسمعونه وما يتعلمونه من الاسرة والمدرسة عن الاسلام.. سماحته وقيمه ومبادئه الاخلاقية والانسانية.. وبين ما يرونه يوميا عبر وسائل الاعلام من جرائم ترتكب على الارض باسم الدين.
فقد رسم الاطفال 83 رسما لمشاهد انفجارات وقتل وعنف واعدام ودمار.. مما اوضح ان الاطفال، رغم صغر سنهم، فهم متابعون لكل ما يجري حولهم من احداث ويتأثرون في كل هذا.. خاصة ان عالمنا اليوم يمر بفترة صعبة تزدحم فيها مشاهد العنف مع تزاحم مواقع التواصل وتأثرهم فيها.
وتولت 50 شخصية اعلامية وثقافية وتربوية ونفسية ودينية قراءة نتائج الاستطلاع او الدراسة والتي كانت صادمة لهم.
يقول المختصون ان رسومات الاطفال وأسئلتهم لذويهم ومعلميهم الذين جاءوا في شريحة اخرى تمت دراستها.. تسببت فى اضطرابات نفسية وتشكلت في داخلهم صورة ذهنية مسيئة عن الاسلام والمسلمين مما انعكس سلبا على سلوكياتهم وتصرفاتهم مثل اضطراب النوم والكوابيس والتبول اللاإرادي والخوف والهلع والتأخر الدراسي.
وشددت الدراسة على اهمية وجود الحوار الاسري والارشاد والتوعية للحيلولة دون التناقض الذي قد يقع فيه الطفل في انعدام هذا الحوار، مع ضرورة تحمل الدولة والمجتمع مسؤولية في هذا الجانب.
السؤال الكبير الذي اشارك الكاتب في طرحه.. ما ذنب اطفالنا ان تشوهت صورة ديننا في عقولهم، وما ذنبهم اذا ما زرعنا الخوف والقلق في قلوبهم من الحاضر والمستقبل؟
هذا ما جنيناه نحن من داعش والنصرة وكل من حمل راية لا الله الا الله.. واطلق عبارة «الله اكبر» قبل ان يجز عنقا او يطلق سوطا، او يطرد اسرة لانها من غير دينه.. يبقى ان نتحمل جميعنا مسؤولية توضيح الصورة الصحيحة لاطفالنا.
هذا النوع من الدراسات هو الذي يجب ان تتعاون المجتمعات العربية ممثلة بأجهزتها العلمية والاعلامية والتربوية على دراسته.. افضل الف مرة من دراسة ما اذا كان بول الابل يشفي مرضى داءي الكبد والسرطان وغيرهما من امراض مستعصية.

إقبال الأحمد
Iqbalalahmed0@yahoo.com
Iqbalalahmed0@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.