نحن والنواب
يتعامل أعضاء مجالس أمتنا الحالي والسابق واﻷسبق وهلم جرا، بطريقة نفسي ثم نفسي ثم نفسي ثم الشعب، هذا اذا كان الشعب على أجندة اهتماماتهم من اﻷساس، وكلما كانت (نفسي) تلك أشد حبا للذات، وأكثر ضعفا أمام المال، وأقل مقاومة لاغرائه الطاغي، كلما بذلت جل وقتها في اصطياد واقتناص الفرص التي تأتي بالمزيد منه، حتى لو كانت الخزائن باسم الله ما شاء الله مليانة عاﻵخر، ومكتظة بما فيها من خيرات.بعض هؤﻻء، وربما أكثريتهم، بذلوا من المال والوقت والجهد قبل اﻻنتخايات ما بذلوا، ورفعوا من الشعارات ما رفعوا، وأعطوا من الوعود ما أعطوا، ﻻ لهدف خدمة البلد والشعب حتى ان أقسموا على ذلك بعد الفوز، ولكن لخدمة أهدافهم ومصالحهم وغاياتهم، وتاريخ مجلس اﻷمة فيه من الشواهد الكثير، فمن نائب دخل المجلس وهو صاحب دخل محدود، وخرج منه وهو صاحب أملاك وعقارات، الى آخر (انكبت) الملايين على رصيده بعد ان كان يشكو الضعف والهزال فيما عرف بقضية الايداعات أو القبيضة، الى ثالث استطاع ان يجنس بجنسيتنا من ﻻ يستحق، ويتوسط في وظيفة كبيرة لمن ﻻ يستاهل، ويخرج من المخافر مجرمين وأصحاب مشاكل، وبالطبع كله بثمنه وما يخدم بخيل، دع عنك من يقف مواقف، أو يتقدم باقتراحات ومشاريع قوانين ﻻ تخدم بالضرورة المصلحة العامة للدولة.أمر آخر رأيناه عند هؤﻻء فهم لم يتوقفوا عند حد خدمة أنفسهم ولكنهم تمادوا في أﻷضرار بالدولة عن طريق وضع اﻷهل والأحباب ومصالحهم قبل الكويت وأهلها، وراحوا يدافعون عن أﻷقارب وأبناء القبيلة والمذهب بالحق وبالباطل، ويتغاضون عن اضرارهم بالكويت ومصالحها سواء بمشاريعهم الكبيرة الفاشلة التي تكلفت الكثير من اﻷموال، أو باستغلالهم مراكزهم الرفيعة في الدولة من أجل اختلاس اﻷموال العامة التي تقع في نطاق مسؤوليتهم أو اﻻستفادة من المعلومات التي تتيحها لهم وظيفتهم من أجل اﻻنتفاع الشخصي الذي يحرمه الدين واﻷخلاق والمبادئ، خاصة اذا كان يصيب آخرين بضرر، كما كان يفعل في السابق بعض المسؤولين في البلدية الذين يسارعون الى شراء منازل المواطنين بثمن بخس اذا علموا بنية الحكومة تثمينها لعلمهم بحجم اﻷرباح التي ستدخل جيوبهم بعد التثمين.من واقع التجربة الديموقراطية، وتمثيل المواطنين في البرلمان، وحكم الشعب بالشعب وللشعب كل ذلك كذبة كبيرة، حلوة ولكنها تبقى كذبة.
عزيزة المفرج