“نواف… وجه الصُباح”
صالح الغنام
كثيرون لم يستوعبوا, أو صعب عليهم فهم تلك العلاقة الاستثنائية والحميمة التي تربط بين شعب الكويت وأسرته الحاكمة. ورغم إن البعض عزا ذلك, لكون أسرة الصباح تولت الحكم بالتوافق, وليس عن طريق الجبر والسيف والقوة, إلا أن هذا الرأي, وعلى ما فيه من صواب ووجاهة, فهو لا يشرح خصوصية العلاقة بين الكويتيين وحكامهم بشكل دقيق. فما عُرف بـ “التوافق” سابقا, و”الانتخاب” والاختيار الشعبي لاحقا, نراه يتجسد حاليا في جميع ديمقراطيات العالم, التي تختار فيها الشعوب بملء إرادتها ورغبتها وقناعتها, الأنظمة الحاكمة, ورؤساء الجمهوريات, ورؤساء الوزارة, ومع ذلك, يستحيل, أو يندر أن تحظى تلك الأنظمة بشعبية جارفة كتلك التي تحظى بها أسرة الحكم في بلادنا! بالطبع هناك فارق في القياس, ما بين طبيعة الأنظمة في الجمهوريات, وأنظمة الحكم الوراثي, إلا ان, وبصرف النظر عن التفاوت الشكلي وطرق تداول السلطة, فإنها في نهاية المطاف, تتطابق في كونها تُصنف كأنظمة حكم دستورية وشرعية, ارتضتها الشعوب وقبلت بها, سواء كان نظام الحكم وراثيا أو بالانتخاب. إذاً, حجة “التوافق” ليست كل شيء. إذ يسبق ذلك, ويتخطاه, الرحمة والمحبة والمودة والكرم والتواضع والاحترام الذي جُبل عليه أبناء الأسرة الكريمة, ويأتي في مقدمهم, ذلك الرجل الذي يتولى مسند الإمارة, فنناديه رسميا وبروتوكولياً بلقب صاحب السمو الأمير, بينما واقعيا وشعبيا وإنسانياً, هو الوالد الحنون, والأب العطوف, الذي يعامل أبناء شعبه بالحسنى, ويأخذ برأيهم ومشورتهم, ويتواصل معهم في أفراحهم وأتراحهم, ويشهد على عقود زيجاتهم, ويعود مريضهم, ويتفقد الغائب منهم. ولكي نختصر المسافة على كل من يريد سبر أغوار العلاقة الحميمة بين شعب الكويت وأسرة الحكم, ندله للتعرف على سيرة سمو ولي العهد, الشيخ نواف الأحمد – حفظه الله – فهو الرجل الذي اجتمعت فيه خصال الصُباح كلها, فأضحى بمكانته العالية في النفوس وجه الصُباح, والواجهة الكريمة, التي من خلالها, يكون المرء وكأنما عرف آل الصُباح جميعا. وكم كان أميرنا المفدى – حفظه الله ورعاه – باراً بشعبه, حريصا عليه, وفيا له, حين اختار سمو الشيخ نواف الأحمد, ليكون عضده وخليفته وولي عهده, وكأنما كان أميرنا الغالي, يؤكد إنسانيته الفريدة بهذا الاختيار, حتى قبل تسعة أعوام من حصوله على لقبه الأممي كقائد إنساني. أكاد أجزم, أن التسلسل الذي وصل بموجبه سمو الشيخ نواف الأحمد إلى ولاية العهد, لم يسبقه إليه أحد, فجده الأكبر مبارك حاكم, وجده جابر حاكم, ووالده أحمد حاكم, وأخاه جابر حاكم, وأخاه صباح حاكم – أدامه الله وحفظه – وهو بهذا المجد غير المسبوق, لم تداخله ذرة كبر, بل وجدناه ورأيناه وخبرناه, مدرسة تقدم للآخرين دروسا مجانية في الرقي والأخلاق والتواضع. باختصار… نواف الأحمد, نحبه بلا استئذان. salehpen@hotmail.com