مبارك المطوع: العدل يحارب الإرهاب وتعدد الموازين يكرسه
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، الملك “سلمان بن عبدالعزيز آل سعود” أطلقت رابطة العالم الإسلامي اليوم ، المؤتمر الإسلامي العالمي (الإسلام ومحاربة الإرهاب)، وذلك بمقرّ الرابطة في مكة المكرمة.
وفى كلمته في المؤتمر قال المستشار والعضو في الهيئة التنفيذية لرابطة العالم الإسلامي رئيس اللجنة الإسلامية العالمية لحقوق الإنسان المحامي مبارك المطوع : الإرهاب لا يحارب إلا بتكريس مبادئ العدل بين الناس ، لاسيما بعد أن أصبح الإرهاب هو الشغل الشاغل للعالم والقوى العالمية الكبرى لبحث كيفية التصدي له ومحاربته على اثر العمليات الانتحارية اللا معقولة واللا محسوبة واللامسؤولة .
وأضاف هذه العمليات الإرهابية تدعو للتساؤل: ما الذي يدفع الإنسان جماعة أو أفرادا للانتحار وقتل نفسه مع آلاف الأبرياء أو يؤثر على سياسة دولة ما .
وقال : لاشك أن وراء من يقتل نفسه شعوراً خليطاً من القهر والظلم واليأس والنقمة حتى انه اعتبر نفسه ميتا وهو حي ، ولا يكون ذلك عادة إلا عند تسلط وتحكم قوى كبرى بمن هو اصغر واضعف منها إلى حد الإذلال والإهانة وسلب الحرية والإرادة وربما التسخير لمصلحة مقابل فتات المصالح التي ترمى له والإبقاء عليه حيا أو محافظا على كيانه .
وشبه المطوع ما يحدث بأنه خلاصة لما تقوم به القوى الكبرى والدول العظمى في حق غيرها من الشعوب والدول أو الجماعات الضعيفة والصغرى ، وقد يأخذ أشكالا من الوسائل والأساليب منها ما يعتمد على الدهاء والسياسة ومنها ما يعتمد على القوة والبطش واستعراض القوى فمن يقبل بذلك يكون له مصلحة ربما شخصية أو سياسية .
وتابع : تمارس هذه القوى ألواناً من البطش أو الدمار وتشن الحروب بنفسها أو بغيرها ومهما أعطت من مبررات أو أظهرت الأمر على أنه عدالة ورحمة وإنسانية وإنصاف لكنه عند آخرين هو اعتداء وإجرام وطغيان ، ولذا سيسعى إلى الانتقام ورد الاعتداء ولو بعد حين .
وأكد المطوع على أن من يريد محاربة الإرهاب عليه أن يعيد النظر في سياسته ومواقفه وان لا يزن الأمور بمكيالين كما يحدث في فلسطين مثلا في الوقوف مع المعتدي الظالم قاتل الأبرياء ومده بالسلاح والدعم المادي والمعنوي ثم يتوقع من العالم أن يصفق له ويحييه ويحترمه دائما .
وأشار إلى أن الاستمرار في مثل هذه السياسة ولو بغطاء محاربة الإرهاب ومع تأييد العالم لذلك سيعود بعواقب وخيمة وسوف يستعدي العالم الآخر وينمي كما هائلا من الكراهية الدولية .
وطالب المطوع رؤساء وحكماء العالم أن يعملوا صوت الحكمة للبحث عن العدل ، فالعدالة وحدها هي الكفيلة بإرضاء العالم ، والعدالة ما لم تكن مبنية على أدلة وبراهين وقواعد فإنها ليست عدالة وستضحي باطلة مهما قيل عنها وأطلق عليها من أسماء .
ولفت الى أن العالم أصبح متصلا ببعضه وسيراقب الوضع وسيطالب بالعدالة ، وبغير العدالة لن يحارب الإرهاب بل سينشأ أنواع أخرى وفنون جديدة منه كما شاهدنا فهذه دعوة للعدل وللعدالة الحقيقية والوسائل كثيرة ، متسائلا في نهاية طرحه بالمؤتمر فهل من مجيب ؟
بدوره أعرب الأمين العام للرابطة، الدكتور “عبدالله بن عبدالمحسن التركي” – في بيان عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين، على رعايته للمؤتمر، ودعمه المتواصل للرابطة وبرامجها، وحرصه الدائم على خدمة الإسلام والمسلمين، موضحًا أن المؤتمر يأتي نظرًا لما تواجهه الأمة المسلمة اليوم من تحديات كبيرة تستهدف دينها وتشوه حضارتها، وتصدّ عن هدي شرعها القويم.
وأضاف “التركي” أن الغيورين على الإسلام ومستقبله جادّون في التصدي لهذه الحملة الشوهاء التي ارتكبت الموبقات، متسترة بلبوس الإسلام وراياته، ووضع الحلول الناجعة في تخليص شباب الأمة من براثنه، بكشف عواره وتزييف دعواه، وتقديم التصور الإسلامي الصحيح، بينما يعرض هنا وهناك من مقولات وتصرفات لم تعد خافية على متابع.
وأضاف أن خادم الحرمين الشريفين، يعي أبعاد هذا الخطر المحدق حيث وجَّه بعقد هذا المؤتمر الكبير عن «الإرهاب» برعايته، وأوكل إلى رابطة العالم الإسلامي استنفار جهود المخلصين من العلماء والدعاة والمعنيين بالشأن الإسلامي حول العالم، للتصدي لخطر هذه الظاهرة ووأدها قبل أن يتطاير شررها في مزيد من بلاد المسلمين.وأفاد “التركي” أن المؤتمر سيناقش ستة محاور؛ أبرزها ما يتعلق بمفهوم الإرهاب من خلال الرؤية الشرعية، وتعريف الإرهاب في المنظور الدولي واستخدام الدين مظلة للإرهاب، وكذلك الأسباب الدينية للإرهاب من حيث الجهل بمقاصد الشريعة وأحكامها والتعصب المذهبي والتحزب الطائفي والخطأ في ضبط المفاهيم الشرعية، وعدم تطبيق الشريعة الإسلامية، وضعف المؤسسات الدعوية وواقع الخطاب الديني، وكذا الأسباب الاجتماعية والاقتصادية، وضعف التشريعات والقوانين في التعامل مع المستجدات.
وكشف “التركي” أن المؤتمر سيشهد -أيضًا- عقد ست ورش عمل تتناول تطبيق الشريعة والحكم الإسلامي الرشيد والدولة في الرؤية الإسلامية المعاصرة، ومفهوم الجهاد في الشريعة الإسلامية، وأفضل الوسائل لعلاج الإرهاب (برامج عملية لمكافحته) تجارب مكافحة الإرهاب (جهود المملكة العربية السعودية أنموذجًا)، ودور الإعلام في مواجهة الإرهاب.