مقالات

أبراج ميتة!

إقبال الأحمد
غير معقول أن أبراج الكويت بتصميمها المميز، التي تراها بين معالم العالم المميزة، في برامج التلفزيون والإعلانات، فعندما تصطف معالم الدول المميزة التي لا تحتاج الى جهد لتعرف اين تقع تجد ابراج الكويت شامخة، تطل عليك في خلفية الاخبار حول الكويت، وفي وسط شاشات التلفزة عندما يأتي ذكر الكويت.. لا يعقل أن يكون هذا المعلم المهم المميز مهملاً! لا تطؤه رجل سائح او مواطن، خصوصاً مع موقعه المميز الذي يطل على بحر الكويت وبرها، خاصة في الليل عندما تضاء قلادة الانوار التي تلف شوارعها!
لا يعقل ألا يحتوي هذا المعلم المهم والمميز على مطعم محترم راقٍ، يكون قبلة ضيوف الكويت، أو مكانا لا نفكر في غيره عندما نريد ان نختزل الكويت في دقائق قليلة!
لا يعقل ان تظل ابراج الكويت حبيسة الاهمال واللاإبداع تحت إدارة جهة هرمة كسولة لا تتحمل عناء قلب الموازين في هذا المعلم الجميل، الذي بني بشكل لم يتكرر في العالم كله.. «المشروعات السياحية» تستحق ان يطلق عليها «المهملات السياحية».
إذا كانت هذه الجهة الحكومية المملة لم تنجح حتى الآن، ومنذ عقود، في إعادة الروح الى هذا الجسد المهمل الذي شارف على الموت، ولم تنجح في تحويله الى قبلة ضيوف الكويت الرسميين وغير الرسميين.. فعلى هذه الجهة السلام!
الأجدى بالمعنيين ان يقلبوا صفحة «المشروعات السياحية»، او الأصح ان يقطعوها، ويحولوا هذا النشاط الى القطاع الخاص ليتولى شباب مبدع من بناتنا وابنائنا المفعم بالأفكار والنشاط والاستعداد للعمل بإتقان، إدارة هذا الجانب المهم، الى ان تبت الدولة في مصير السياحة في الكويت.
اذا لا تريدين يا حكومة فتح البلاد للسياحة الخارجية، لانك مقتنعة ان ثروات النفط – حفظه الله – في ازدياد ولا حاجة الى البديل عنه، فعلى الأقل احترموا أهل البلد وأوجدوا لنا جهة ذات كفاءة تعيد الضوء والجمال لأماكن، كانت في يوم من الايام محط انظارنا وموقع تجمعاتنا للترفيه.
أبراج الكويت بكل عظمتها تحوّلت من علامة مميزة للكويت الى مكان نمر عليه على شارع الخليج، ولا نلتفت اليه، لان لونه بهت وصوته خفت وروحه غادرت مكانها، فبدا هيكلا فارغا من احشائه الداخلية، لا روح ولا حياة.. أبراج ميتة منذ سنوات.
هذا المكان يجب ان يحظى باحترام كل من يتعامل معه، حتى المسمار إذا ما استدعت الحاجة الى دقه في جسد هذا المعلم فيجب التفكير ألف مرة قبل دقه، لا كما حصل حين نخر هذا الجسد بآلاف المسامير عندما انطلقت الألعاب النارية منه في احتفالات العيد الوطني الخمسين.
رجاءً، احترموا هذا المعلم، وأعطوا أوامركم الكريمة بإعادة الروح اليه، اعملوا مسابقة لافضل استغلال له، لا يشارك فيها سوى المبدعين. وانا على يقين بأن عشرات وعشرات الأفكار المميزة التي لم تفكروا فيها يوما ستصل إليكم وتختصر الطريق لكم.. لتبدأوا بسرعة.

إقبال الأحمد
Iqbalalahmed0@yahoo.com
Iqbalalahmed0@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.