هم اﻷهم فهلا انتبهتم لهم
ياه يا أسرار، يا نغمة جميلة من أنغام الحب والوﻻء والوطنية انسابت بين سماء الكويت وأرضها، مختلطة بالمئات من النغمات الجميلة اﻷخرى التي نفخت الحياة في صدر الوطن السليب.نغمات عزفها جمع من أبناء وبنات هذا الوطن، فجاء التحرير تصفيقا حارا لتلك النغمات التي انسجمت مع بعضها في سيمفونية رائعة تعبر عن حب الكويت.ياه يا أسرار كم مضى من سنوات على ذلك الشهر الذي قضيناه معا في معتقلات الغزاة، سجينات مع غيرنا، سنوات حملت الكثير من اﻷحداث، ومات فيها الكثير من الخلق، وانتشر فيها الكثير من اﻷحقاد، وتغير فيها الكثير من القيم، فلم تعد الكويت هي الكويت، ولم يعد الشعب هو الشعب.الكويت يا أسرار تلوثت بسلبيات كثيرة ومياهها الرقراقة الصافية باتت ملأى بالشوائب التي تعكرها، فالديدان والعوالق والبكتيريا انسلت اليها في ذات غيبوبة، ففقدت مثاليتها، وصارت ضارة بالسلامة.الكويت الحبيبة التي أنت يا أسرار وأنا والغالب اﻷعم من الشعب نعشقها، وﻻ نصبر على العيش خارجها أصابها من اﻷذى الكثير، بعضه على أيدي أهلها، وبعضه على أيدي من وفد باحثا عن رزق فيها، والجميع يفعل ذلك بلا رحمة، فهم يا أسرار كمن يشرب من البئر ثم يبصق فيها. تذكرين يا أسرار شبابنا الجميل، الذين هبوا عسكريين ومدنيين من أجل الدفاع عن الوطن فعذبوا وقتلوا وانتهى بعضهم مفقودا أو رفات في قبور جماعية أولئك الشهداء تعب عليهم اﻷهل والدولة فحسن الحصاد، ولكن ماذا عن شبابنا اﻵن، انهم يا بطلة واقعون بين مطرقة وسندان، والدولة ﻻ تزال ﻻ تحسن التعامل مع الملف الخاص بهم، بالتالي ﻻبد ان يكونوا بغير الشكل المطلوب منهم، كثير من شبابنا، وأرجو ان أكون مخطئة، ما ينشد فيهم حيل، وصعب القنص فيهم، فمنهم من سقط رهينة للمخدرات التي انتشرت في البلد بشكل مخيف، ومنهم من تخلى عن الكينونة التي خلقه الله عليها، ومنهم من ترك طلب العلم واختار تفاهة التسكع في الشوارع والموﻻت، ومنهم من أصبح حبيسا لرغبات مدمرة، ومنهم قليل الخبرة الذي يتأرجح مع الموج، والدولة غائبة، لا توجد عندها سياسة عميقة وثابتة ومدروسة تحمي بها شبابها من ذلك كله، وتنشئهم على مجموعة قيم ﻻ تقوم للدول قائمة بدونها.نحتفل هذ اﻷيام يا بطلة بعيدي اﻻستقلال والتحرير وهو أمر مهم، ولكن اﻷهم منه هو التأسيس الحسن لعيالنا، وعدم تركهم لفراغ يوردهم المهالك، فهذا ما نحتاجه لحماية بلدنا من اﻷعداء، يجب ان نحبب شبابنا في العلم واكتسابه، والعمل وقيمته، واﻻنتماء للدولة وضرورته، والوﻻء لنظام الحكم وأهميته، وبغير ذلك كله يا أسرار ليرحمنا الله برحمته.
عزيزة المفرج