الأمم المتحدة: العالم ينتظر مؤتمر المانحين الثالث في الكويت
اشادت ممثلة مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية كيونغ وها كانغ باستضافة الكويت للمؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا قائلة إن “العالم ينتظر المؤتمر وما يمكن ان يخرج به من تعهدات تساهم في استقرار الوضع في سوريا”.
وأضافت كيونغ وها كانغ التي تتولى أيضا منصب وكيل الأمين العام للشؤون الانسانية ووكيلة منسقة الاغاثة الطارئة في كلمتها امام مجلس الأمن هنا الليلة الماضية ان “الكلمات ما عادت قادرة على وصف الوضع الانساني المتدهور على الارض”.
وطالبت الدول الأعضاء في مجلس الأمن بإظهار المسؤولية لإنهاء “الحرب الوحشية والقاسية” التي تدور رحاها في سوريا والتي دخلت عامها الخامس دون ادنى قدر من المساءلة لأطرافها.
وأكدت استخدام جميع أطراف الصراع في سوريا للأسلحة التفجيرية في المناطق السكانية دون تمييز والتي حصدت ارواح الأبرياء وشردت الآلاف منهم خلال الشهر الجاري فقط.
واشارت الى أن تكثيف الهجمات التي تشنها قوات النظام مستخدمة فيها البراميل المتفجرة وقوات المعارضة في العديد من المناطق لاسيما حلب ودرعا وريف دمشق.
وأوضحت أن “اطراف الصراع لايزالون يقتلون المدنيين ويستهدفون بنيتهم التحتية ومن بينها الخدمات العامة مثل محطات المياه والكهرباء دون أي اهتمام بعواقب قرار مجلس الأمن رقم 2139 والقانون الانساني الدولي” مشيرة الى تضرر اكثر من مليوني شخص في حلب ودرعا نتيجة حرمانهم من المياه والكهرباء على يد اطراف الصراع.
وذكرت المسؤولة الأممية أن مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية يقدم تقريرا شهريا حول تلك الانتهاكات لا يتغير فيه سوى اعداد المضارين من جراء المعاناة القائمة وقالت إن “اطراف الصراع يواصلون اعمال القتل واختطاف المدنيين وحصارهم وحرمانهم من الحصول على الامدادات الاساسية”. من جانبه شدد المفوض السامي للامم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس في كلمته امام المجلس على أهمية الدور الذي سيلعبه مؤتمر الكويت الثالث للمانحين في تحديد استقرار الوضع في الدول المستضيفة للاجئين.
وقال غوتيريس إن ثمة بعد آخر للمأساة غير اولويات المساعدات الانسانية الفورية وهي تمويل (خطة الاستجابة الاقليمية للاجئين) موضحا أن دولا مثل لبنان والأردن تحتاج الى زيادة المساعدة المالية ليس فقط على نطاق المجتمعات المستضيفة للاجئين ولكن في اطار دعم ميزانية الحكومة للاستثمار في الهياكل الاساسية كالنظام الصحي والتعليم والمياه والكهرباء وغيرها من قطاعات البنية التحتية العامة المتصدعة تحت هذا الضغط الهائل.
واوضح ان السوريين يتصدرون قائمة اللاجئين الذين ترعاهم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بنحو 8ر3 مليون لاجئ مسجلين في دول الجوار مشددا على ضرورة ان يعمل المجتمع الدولي على انهاء الصراع في سوريا في ظل التزايد المتواصل لاعدادهم.
بدوره ربط مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتري بين وجود نظام الرئيس السوري بشار الأسد وبين تنامي قوة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) قائلا إن “استمرار اعمال القمع التي يمارسها الاسد ورفضه لأي عملية انتقالية على مدى السنوات الأربع الماضية قد أديا الى زيادة الفوضى والتطرف.. وطالما استمر الأسد في السلطة فان (داعش) يكتسب قوة”.
واكد ديلاتري ضرورة توصل الامم المتحدة الى اتفاقية لاعادة اطلاق العملية السياسية في سوريا.
من جهتهم أشاد مندوبو المملكة المتحدة والولايات المتحدة والأردن وباقي اعضاء مجلس الأمن بمبادرة الكويت لاستضافة المؤتمر الثالث للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا ودعوا الدول المانحة الى تقديم تبرعات سخية تسهم في معالجة الوضع الانساني المتدهور في سوريا.