مقالات

أعينوهم.. لأنهم أقباط

إقبال الأحمد
نعم ما حصل لأقباط مصر الـ21 الذين جُزت رؤوسهم بعد أن تم استعراضهم أمام البحر، وقد خصص لكل واحد منهم قاتل متخصص في نحر الرقاب. نعم ما حصل لهؤلاء مختلف عن ضحايا «داعش» السابقين، لأن هذه الوجبة العربية قتلت نحراً ليس لأنهم قتلة أو مجرمون، ليس لأنهم أساؤوا إلى الرسول، أو همزوا ولمزوا.. بل، لأنهم فقط أقباط.. فقط لا غير.
عرب مثلنا يعيشون بيننا، لا تفرق بينهم وبين أي صعيدي يعيش حياة أهل الصعيد البسيطة بكل ما تعنيه هذه الكلمة.
لقد قُتل هؤلاء البسطاء وكل واحد منهم كان يستعد لشق طريق حياته، فمنهم من بدأ حياته للتو وينتظر تكوين أسرة ويعيش مع والديه يعيلهما ويصرف عليهما، ومنهم من بدأ بناء أسرته «عريساً» جديداً، ومنهم من كوّن أسرته ومضى في حياته، إلا أن العامل المشترك بين هؤلاء كلهم أن كل واحد منهم يعيل أسرة تتطلع آخر الشهر ليقدم لها ماله وعرق جهده.
هؤلاء الشباب الأقباط، الـ21 الذين جزَّت أعناقهم 21 داعشياً مجرماً مثخنين بالأمراض النفسية، هم ضحايا إرهاب بشع لابد أن يجتث من عروقه بكل الوسائل المتاحة.
وإلى أن يجتث هذا الفكر المريض، علينا أن نتبنى كل ضحاياه من بسطاء الناس مثل المصريين الـ21 الذين هز مشهد قتلهم البشع أرجاء المعمورة.
هناك مبادرات لمساعدتهم مادياً على أن تتولى جهة موثوق بها مثل الهلال الأحمر الكويتي أو السفارة الكويتية في مصر إيصال المساعدات لأهاليهم أو من كانوا يعيلونهم.
اشمعنى هؤلاء الضحايا فقط؟ أقول لأنهم قتلوا لمجرد أنهم مسيحيون، ولأننا تعوّدنا على أن يهب آلاف المسلمين لمساعدة إخوانهم في الدين من ضحايا الإرهاب، عبر جهات إسلامية كثيرة متخصصة في جمع التبرعات بكل الوسائل.
ولكن، لأن هؤلاء المصريين الغلابة مسيحيون أو أقباط، فلن يجدوا هذا الحماس من جمعياتنا وهيئاتنا ومبراتنا الإسلامية.
فعلاً، نتمنى على من يتفق مع وجهة نظرنا أن يتفاعل مع جهود مساعدة إخواننا المصريين الأقباط ضحايا الإرهاب، ولنثبت للعالم ولأنفسنا قبل كل ذلك أن الإنسانية تأبى على نفسها أن تفرق بين مسلم وغير مسلم إذا ما كان مظلوماً وبحاجة إلى العون، لا سيما إذا كانت مساعداتها لهم ستكون نقطة فى بحر ما منّ به الله عليهم… الله الذي خلقنا وخلقهم وخصهم كما خصنا بدين سماوي كريم.
***
أشكر رئيس المجلس الأعلى للقضاء السيد فيصل المرشد ووزير العدل والشؤون الإسلامية السيد يعقوب الصانع على ردودهما لتوضيح وجهة نظرهما بشأن مقالي حول محكمة الأسرة ومعالجات بعض القضايا الفقهية التي يواجهها الزوجان رغم كثرة انشغاتهما وأعمالهما.. في الوقت الذي نكتب حتى نموت عن قضية ما… وأصحاب العلاة « من شاف و من دري».. وهنا الفرق.

إقبال الأحمد
Iqbalalahmed0@yahoo.com
Iqbalalahmed0@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.