محليات

المعتوق: العمل على درء المخاطر عن الأمة الاسلامية ضرورة

أكد رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية المستشار في الديوان الأميري الدكتور عبدالله المعتوق اليوم ضرورة العمل بشكل استراتيجي وجدي وبتخطيط واضح لرفع اسم الاسلام ودرء المخاطر التي تحيق بالأمة الاسلامية.
وقال المعتوق في كلمته في ختام اجتماعات المؤتمر العام الدولي ال(24) للمجلس الأعلى للشؤون الاسلامية الذي بدأ أعماله امس تحت عنوان (عظمة الاسلام وأخطاء بعض المنتسبين اليه طريق التصحيح.. أسباب الانفصال بين عظمة الاسلام وسلوكيات المسلمين) “اننا في مرحلة دقيقة وحاسمة وصلت الى حد تهديد وجود الدولة ذاتها ورأينا كيف تضيع الدولة أمام أعيننا وتذوب كقطعة السكر في الماء الساخن وأصبحنا في مرحلة نكون فيها أو لا نكون”.
وأضاف أنه “آن الوقت لكي نسمو” فوق ثقافة المحنة وجلد الذات ونتحدث عن منهجية العلاج وسبل الرشاد في ظل وسطية الاسلام بحضور علماء الأمة واستعراض التجارب الناجحة في مواجهة هذه الظاهرة التي تشوه الاسلام وتصد الناس عن سبيل الله تعالى”.
وشدد على ضرورة الانطلاق من مرحلة التحليق والتنظير والآمال العراض الى آفاق رحبة من العمل الجدي والتنفيذ الدقيق وتحمل المسؤولية تجاه واقع الأمة بعمل شامل استراتيجي وبتخطيط واضح.
وقال “كان من المفترض لأمة مثلنا هي خير أمة أخرجت للناس ” أن يكون اجتماعها للتفكير في كيفية نشر خير الاسلام شرقا وغربا وتعزيز حضارته التاريخية برا وبحرا والتشاور حول آليات ووسائل الارتقاء بالأمة .
واستدرك قائلا “غير اننا ابتلينا بفكر متطرف جاف جثم على أمتنا عبر بوابة العولمة وأدواتها من شبكة المعلومات ووسائط التواصل الالكتروني فصرنا نجتمع لدحره ونفكر في الحد من خطورته”.
ولفت إلى ان ذلك الفكر المتطرف أدى الى تعطيل مسيرة التقدم وتراجع مشاريع الحضارة وتكاسل جهود الارتقاء “واضحت جهود الامة منصبة حول مقاومة هذا الفكر الذي لا يقدم الاسلام للناس على النحو الذي اراده الله رحمة وسعة وعفوا بل فكر اصحابه قضاة وليسوا دعاة وطغاة وليسوا هداة وينحرون الناس كالنعاج ويحرقونهم احياء”.
واضاف أن ثمة “فكرا تكون في صورة فتاوى فأورث أفعالا متعجلة وأعمالا من القتل والتفجير شوهت الاسلام ودفعت كثيرا من الشباب الى المحرقة باسم الدفاع عن الاسلام وحراسة حياضه وشوهت صورة الاسلام ومنحت المغرضين الذريعة الى الانقضاض على الفكرة الاسلامية غير مفرقين بين المبدأ والممارسة”.
وقال المعتوق “نعم لقد اكتوينا واكتوى المسلمون جميعا بهذه الأفكار المتطرفة” التي استلبت مهام أئمة الاسلام فصارت تكفر وتحكم بالقتل والسبي وقصرت الجهاد على سل السيوف وامتشاق السلاح وجعلت الجهاد غاية “مع انه لم يكن يوما من الأيام” هدفا في ذاته ولا غاية مستقلة وانما وسيلة من ضمن الوسائل العديدة لتحقيق الأهداف العظمى والآمال السامية لأن هداية الخلائق هي الأصل والجهاد فرع منها.
وحذر المعتوق من السلبية في التعامل تجاه الفكر المتطرف الذي ابتلي به العالم العربي والعالم الاسلامي معتبرا أن السلبية أو غض الطرف تجاه هذا الوضع هو جريمة كاملة الأركان والسكوت عنها جناية.
وأعرب عن الأمل في ان يخرج المؤتمر بتوصيات وقرارات تكون وثبة على طريق الهداية وصرخة مدوية في وجوه الذين يهددون الاسلام والمسلمين قائلا “توقفوا وأفيقوا وافهموا حقيقة الاسلام فالإسلام في أصله رحمة للناس والشعوب”.
واضاف ان هداية الخلائق هي مصلحة في حد ذاتها واخراج الناس من الظلمات الى النور هو هدف في حد ذاته وانقاذ الناس من المعاصي الى الطاعات ومن النار الى الجنة هو غاية عظيمة قائلا “والا لماذا كادت” نفس النبي صلى الله عليه وسلم ان تتقطع حسرات على هداية قومه ورغبة منه في اسلامهم.
وفي تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اكد المعتوق ضرورة التصدى الفكري والديني للتنظيمات الارهابية موضحا ان الاسلام يرفض جميع أشكال العنف والارهاب.
وشدد على أهمية اعادة النظر في المناهج التعليمية لتنقيتها من أي فكر يدعو للتشدد ولتعزيز القيم الأخلاقية والدينية التي تدعو للتسامح والتعاون مع الأخر.
وأشار الى أهمية التنسيق بين الدول الاسلامية في المؤتمرات وتوحيد الفكر الثقافي والديني لمواجهة الارهاب.
واوضح ن المؤتمر أكد في توصياته “أن قتل البشر أو ذبحهم أو حرقهم او التنكيل بهم من قبل الأفراد أو الجماعات أو التنظيمات يعد خروجا على الاسلام”.
وذكر ان من أهم التوصيات التي خرجت عن المؤتمر هي ضرورة التنسيق بين الوزارات في البلدان العربية والاسلامية ووضع استراتيجية لمواجهة الارهاب مؤكدا ان المؤتمر كان “ناجحا وجادا ” وعكس حرص الدول المشاركة فيه على تنفيذ توصياته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.