مقالات

اجتمعت علينا كلها

يقولون ان ما يحدث في البلاد العربية على أيدي أهل الفجور والضلال من قطيع داعش اﻹرهابيين هو أحد نتائج ثقافة اﻻنغلاق والتقوقع على النفس، وفكر تكفير اﻵخر المختلف، ورفض التجديد، والتمسك الشديد بالماضي بخيره وشره، وعيوبه وحسناته.

ويقولون ان المشاكل النفسية المدمرة التي يعانيها الفرد مثل اﻹحساس باﻻضطهاد، والشعور بالدونية واﻻنهزامية والضعف.هي السبب في ذلك كله، بسبب الحاجة ﻻستعادة اﻹحساس بالكرامة والثقة بالنفس.

ويقولون ان قضايا مثل الفقر والجهل والمرض هي السبب في اﻹرهاب ﻷنها أمور تغرس في قلوب الناس الكره للدولة التي فشلت في توفير الحاجات الأساسية التي تحفظ للانسان كرامته مثل لقمة العيش والتعليم والرعاية الصحية، وتجعلهم يتعاطفون مع شعوب كل نظام فاشل مشابه للنظام في بلادهم، وكرهه الى حد الدخول في حرب معه، الى جانب كراهية اﻷغنياء الذين يملكون ما ﻻ يملكونه هم، وهو شعور يرفع من درجة الحقد والحسد عندهم، ويحولهم الى آﻻت مدمرة.

ويقولون ان العملية كلها فزعة دينية ومذهبية متعصبة من عقول ضيقة اﻷفق، ﻻ يهمها ان يضيع في حروب عبثية أنفس ﻻ ناقة لها وﻻ جمل فيما يحدث، ويقولون ان القيادات السياسية الفاشلة التي وصلت للحكم في بلادها وهي ﻻ تفقه كيف تسوس بهائم، هم من ساهم في اذكاء روح التعصب الديني في النفوس، وهم من يجب ان يساءل.

ويقولون ان التنشئة الخاطئة هي السبب في خروج تلك النماذج المشوهة للانسان المسلم الذي لا يظن الخير اﻻ في نفسه، وﻻ يرى الحق اﻻ معه، ويعتقد أنه ومن معه هم الفرقة الناجية من النار، وغيرهم هم حطبها، القابعون في قعرها الى أبد اﻵبدين.

ويقولون ان المسألة وما فيها عمل مقابل أجر، يسعى خلفه العاطلون عن العمل في بلادهم، ويتوافر لهم طعام وشراب وكساء ونساء، ولكن ما فائدة ذلك اذا كانت الحياة معرضة للخطر في كل دقيقة.جميع ما سبق وغيره من أسباب معقول ووجيه، ولكن ماذا عن أولئك البشر الذين تركوا بلادهم الحديثة المتطورة، وانضموا للجماعات اﻹرهابية يقتلون ويقتلون.تحت أي شريحة يصنف هؤﻻء خاصة المرتاحين ماديا منهم، ومن تلقوا تعليما راقياً منفتحا.في بلاد مثل السويد وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وأمريكا والدنمارك وأستراليا وغيرها.كيف رضخ هؤﻻء بسهولة ﻷفكار مغلوطة تأتيهم عبر مواقع جهادية مجهولة على اﻹنترنت، ويقتنعون بها الى حد هجر أسرهم ومدارسهم ووظائفهم من أجل تفجير أجسادهم بين أطفال ونساء وشيوخ وشباب ﻻ يعرفونهم، ناهيك عن أنه من بين هؤلاء اناث فطرن على الرحمة والعطف والشفقة؟

العملية في الواقع معقدة جدا ومحيرة، والخطورة ان تجتمع جميع تلك اﻷسباب فتؤدي الى ما يحدث في بلادنا من حرائق دمرت فيها أشياء كثيرة، وهي بصراحة مجتمعة عندنا أليس كذلك؟!

عزيزة المفرج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.