مقالات

حارة الأمان.. مطلوبة

حسن الهداد

تذكرت قرار وزارة الداخلية الذي سمح لقائدي المركبات باستخدام «حارة الأمان» في أوقات الذروة في طرق معينة، كحل مؤقت للحد من الاختناقات المرورية.
أعجبني مصطلح «حارة الأمان» ولكن السؤال هنا، أين نحتاج هذا الأمان؟ بالتأكيد نحتاج هذا المصطلح في كل وزارات ومؤسسات الدولة لاسيما في الإدارات الخدماتية، ولكن بمنظر آخر لطالما جاءت الفكرة لتخفيف الاختناقات المرورية.

على سبيل المثال، مجمع الوزارات اليوم بحاجة إلى حارة أمان في جميع المحافظات من خلال إنشاء مراكز خدماتية لإنجاز كل المعاملات التي تتعلق بالمواطنين والوافدين، وذلك نتيجة ازدحام المراجعين الشديد على مجمع الوزارات.

فما زلنا نعاني من الذهاب إلى مجمع الوزارات، وأعتقد ان الكل يعرف معاناة المشوار من بداية الازدحام المروري إلى البحث عن مواقف سيارات والانتظار الطويل من أجل إنجاز معاملة، وكانت هناك تجربة رائعة وناجحة قامت بها وزارة الداخلية، عندما أنشأت مراكز خدمة المواطن في عدد كبير من مناطق الكويت، الأمر الذي ساهم في إنجاز المعاملات بكل سهولة ويسر من دون عناء روتين مجمع الوزارات.

فمن هذا الباب، أود أن تحذو كل وزارات الدولة ذات الطابع الخدماتي حذو وزارة الداخلية، وهذا الأمر بحد ذاته سيساعد على القضاء على البطالة المقنّعة في جميع وزارات ومؤسسات الدولة، خاصة أن هناك تكدسا كبيرا للموظفين في بعض الإدارات، واقعيا هي ليست بحاجة إلى هذه الأعداد الكبيرة، والتي أصبحت تحتاج إلى توزيعها في مراكز خدماتية داخل المناطق السكنية، وهذا الإجراء جيد لخدمة المواطن، ومتميز لدعم وتشجيع الموظفين على الإنجاز.

وأيضا المراجعون اليوم بحاجة إلى حارة أمان من خلال تفعيل استخدام التكنولوجيا أي الحكومة الإلكترونية لتساهم في تسهيل المعاملات والإجراءات الخدماتية التي تتعلق بالمواطنين والوافدين، وهذا بحد ذاته سيساهم في ارتقاء العمل الوزاري، وارتقاء تعامل صاحب المعاملة من خلال استخدامه للإنترنت الأمر الذي سيساهم في التخفيف من زحمة المراجعين على مراكز الخدمة، وهذا النظام معمول به في معظم البلدان المتقدمة وأيضا بدأت إمارة دبي في هذا النظام المتطور، فما المانع من أن نعمل به في مؤسساتنا، خاصة أننا نملك كل المقومات الالكترونية التي تساهم في إنجاز مثل هذا النظام المتميز.

وأهم حارة أمان أعتقد أننا بحاجة لها، هي مراقبة ومحاسبة الشعب لنوابه، لأن بالنهاية مهما فعلنا وتحدثنا وسردنا همومنا وصرخنا لن نجني نفعا ولا ثمارا، لطالما حديقة ثمار التشريعات والقوانين والإنجاز هي قاعة عبدالله السالم، قد يسأل سائل.. ما حارة الأمان التي نحتاجها لمحاسبة نوابنا؟

أعتقد أننا بحاجة إلى حارة أمان فكرية تعشق الكويت وتخلو من المصالح الضيقة، وترفض التعصب في شتى أشكاله وألوانه، حارة أمان يتسع بساحتها الضيقة الولاء للوطن الذي على أساسه يتم اختيار الصادق الأمين صاحب الضمير كممثل للأمة.

وحتى نرتقي في بلدنا وننتهي من فكرة حارة الأمان كحل مؤقت لمشاكلنا ونقفز إلى بلد متطور في ثقافته وخدماته وتنميته وإنسانيته تجاه حقوق الإنسان.. هذا ما نريده وهذا المطلب ليس بحاجة لمعجزة بل بحاجة إلى قرار حكومي مع تطبيق القانون على الجميع.

٭ نقطة مهمة: سكان مدينة صباح الأحمد السكنية يعانون من خطورة طريق الوفرة المؤدي إلى منطقتهم، فمتى يتم إصلاحه من قبل وزارة الأشغال؟

حسن الهداد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.