مقالات

لكي ﻻ نكون كثرة على الفاضي

الكيف يا جماعة وليس الكم، وأن تربي أسرة ثلاثة أو أربعة أبناء أحسن تربية، وتعلمهم أحسن تعليم، فينشأون مواطنين صالحين، يعرفون متطلبات دينهم ودنياهم، أفضل كثيرا من انجاب جيش منهم، يعيشون في الشوارع أكثر مما يعيشون في منازلهم، ويأخذون خبراتهم وأخلاقهم من رفاق هم على اﻷغلب من نوعية فقيرة ﻻ تسمن وﻻ تغني من جوع، وفي النهاية تأتي النتيجة مؤسفة، ﻻ يرضى عنها أحد.منذ فترة قريبة كان هناك اقتراح تقدم به أعضاء في مجلس اﻷمة بزيادة علاوة اﻷبناء الى 100 دينار وبعد أخذ ورد تم تخفيضه الى 75 ديناراً من دون تحديد عدد اﻷبناء، وهو اقتراح يقف خلفه بالدرجة اﻷولى رغبة أصحابه في تكوين رصيد لهم عند ناخبيهم من أجل اعادة انتخابهم مرة أخرى.هذا اﻻقتراح قد يحولنا الى غثاء كغثاء السيل، فهناك بعض أﻵباء الذين يتصرفون كاﻷنعام، فهم ﻻ يهتمون بتربية ابن أو بتنشئة ابنة بما يرضي الله، وأكبر هم عندهم هو قبض علاوة اﻷبناء، والتصرف فيها بما يخدم حاجاتهم وملذاتهم، تاركين أسرهم تبلع الحصرم.كلنا سمعنا عن آباء تركوا أسرهم واستقروا في بلاد أخرى، ﻻ يدرون عن أبنائهم وزوجاتهم شيئا، وكلنا سمعنا أو قرأنا أو عرفنا آباء يصرفون رواتبهم بما فيها علاوة اﻷبناء على صاحبات وخليلات، وهناك من يظنون ان علاوة اﻷبناء هي حقهم الطبيعي من الدولة، يمكن ﻷنهم تعبوا وأنجبوهم، بالتالي ﻻ يصرفون منها على عيالهم اﻻ النزر اليسير محتفظين بالباقي في حساباتهم البنكية.ﻻ شك في أن المواطن الكويتي يستحق أي علاوة على راتبه تعينه في الصرف على عياله وبيته خاصة مع ذلك الغلاء في المعيشة ولكن هذا الشيء يجب أﻻ ينسينا الطريقة الصحيحة التي يجب ان تتم فيها تلك الزيادة، لضمان ان تصرف تلك الزيادة على احتياجات الزوجة والأبناء ﻻ احتياجات اﻷب المراهق.ان اﻹهمال التام من بعض اﻵباء ﻷبنائهم، وغيابهم عن تحمل مسؤولياتهم نتج عنهما أصناف آدمية مشوهة وغريبة لم نكن نرى مثلها من قبل، فكثر بيننا البويات والجنوس، دع عنك الفاشلين دراسيا، والمدمنين على المخدرات والمسكرات الذين تحولوا الى لصوص ﻹشباع حاجاتهم، ناهيك عن المتسكعين في الشوارع بلا أي أهداف اللهم اﻻ ايذاء اﻵخرين.الكويت بحاجة ماسة الى المواطن المتعلم الخلوق المخلص لله وللوطن وللأمير، والمواطن الذي ﻻ يمانع في انجاب عشرين ابن يتركهم للشوارع مكتفيا بقبض علاوتهم لن يحقق للدولة تلك اﻷهداف السامية، وعليه فمن الخطأ اتخاذ قرار قبل دراسته ودراسة جميع آثاره من جميع الجوانب لكي لا نندم بعد حين.

عزيزة المفرج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.