مقالات

د. أحمد الربعي.. ذكراك موجعة!

منى الشافعي
• في الذكرى السابعة لرحيل الزميل أحمد الربعي، استذكار للهرم المقلوب و«الأربعائيات»، وشعاره الكويت جميلة.. تفاءلوا.
رحلت باكراً يا أخي الغالي أحمد الربعي، وتركت لنا يوم الخامس من شهر مارس من كل عام، يوما دامعاً حزيناً. ها هي ذكراك السابعة تمر علينا ثقيلة موجعة. قلائل من الناس حين تتعرف عليهم، لا يمكن أن تنساهم أو تسلاهم، بل يظلون يسكنون قلبك قبل ذاكرتك، أنت أحدهم يا أبا قتيبة.
اليوم، وكل يوم نشتاقك، نشتاق عمودك بالمقلوب المغرق بفلسفة أفكارك الحرة، وعمق رؤاك، واستشراف الغد. نشتاق أربعائياتك، تلك الاستراحة الاسبوعية الوجدانية المشتعلة بالأحاسيس والمشاعر الانسانية العطرة. كم نشتاق الى جلسات صباح العطلات، ونحن متحلقون حولك نستمع الى صوتك الهادئ الحنون المعبّر، وهو يمتعنا بأعذب قصائد الشعراء وأجملها، وكنت تنتزع تقدير المتابعين واعجابهم إلى حد الدهشة.
***
من الأربعائيات أقتطف: «وصوت يجيء مع الصبح مثل قلوب الصغار نظيفا يحط على سطح قلبي، وينشر في المدن المستكينة شيئا من الكبرياء الجميل! هو القلب مرآتنا للأحبة في زمن للصفاء البديل!.. نريد قليلا من الهمس والدفء والوشوشات الجميلة، هل نطلب المستحيل؟! نريد أقل القليل»!
***
أتدري يا أبا قتيبة، كم نحن اليوم نحتاج وجودك بيننا، نحتاج تعويذتك الرائعة التي لم ولن ننساها «الكويت جميلة.. تفاءلوا»! نعم نحتاج تفاؤلك في ظل أوضاعنا التي باتت بالمقلوب، نحتاج وجودك في ظل فوضى عالم اليوم وضبابيته التي ازدادت عتمة.. نعم لقد كان فقدنا موجعا حين سكت قلمك الرشيق في الصحافة، وحين انطفأت شرارة ابداعك في الاربعائيات، وحين اختفى صوتك العالي بالحق، وفكرك الحر من الفضائيات المختلفة.
مع هذا أبشرك، فمعشوقتك الكويت لا تزال جميلة كما تركتها وستظل أجمل. وعزاؤنا انك باق في كل ما حققته من انجازات في مسيرتك الوطنية والانسانية، وحاضر في قلوب محبيك وبين أعينهم.
اما انا فيكفيني فخراً ان صداقتك الجميلة مستني في مسيرتي الابداعية، فكيف انساك ولا يزال تشجيعك لي وثقتك في حرفي يسكنانني، كما تتناغم كلماتك دائما في اذني، تدفعني للكتابة الابداعية.
يرحمك الله ويتغمد روحك في فسيح جناته، يا أخاً / صديقاً / أستاذاً… يغيب!

منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com
@alshafei_m

“القبس”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.