جاسوس إيراني سرب معلومات حول «المقاتلات الأميركية» لطهران
سلط موقع «ديلي بيست» الإخباري الأميركي، في تقريرٍ له أعده الصحافي جاكوب سيجل، الضوء على شخص أمريكي من أصل إيراني يدعى مظفر خزاعي، 60 عاماً، حاول الحصول على وظيفة في إيران عن طريق إعطاء أرباب عمله المحتملين في طهران معلومات عسكرية حسّاسة عن المقاتلات الأمريكية إف-35 وإف-22، ويواجه الآن عقوبة بالحبس تصل إلى 20 عاماً.
وأشار التقرير إلى أن مظفر خزاعي قبض عليه من خلال الوصول إلى المعدات العسكرية ذات التقنية العالية، عن طريق عمله لدى متعاقدين رائدين في مجال الدفاع، وأظهر عمله في مجال الهندسة فطنة فنية افتقرها في اقتحامه لعالم التجسس، وعندما ألقى العملاء الفيدراليين القبض عليه في مطار نيويورك في يناير عام 2014، كان خزاعي يحمل معه تذكرة طيران إلى إيران، وأكثر من 59 ألف دولار نقداً، ومعلومات تقنية عن المقاتلات الأمريكية.
وأقرّ خزاعي في الشهر الماضي بأنه مذنب في محكمة اتحادية «لانتهاكه قانون مراقبة تصدير الأسلحة»، وفقاً لبيان صادر عن مكتب التحقيقات الفيدرالي، من خلال محاولته شحن وثائق إلى إيران تغطي التفاصيل الفنية حول محركات للمقاتلات الجوية إف-35 وإف-22، وينتظر خزاعي صدور حكم بشأنه قد يقضي بحبسه 20 عاماً وغرامة قدرها مليون دولار.
وبدأ نشاط خزاعي التجاري بأسرار الدفاع للشركات الخاصة التي عمل بها بشكل متواضع في عام 2009، بعد أن فقد وظيفته في شركة رولز رويس وبدأ يبحث عن عمل في إيران.
وحاول خزاعي مرتين “إرسال، وفي بعض الحالات أرسل بالفعل، وثائق تحتوي على مواد تحتوي على أسرار تجارية وأسرار ملكية خاصة”، تتعلق بمقاتلات إف-35، لأحد الأشخاص في إيران، حسب التقارير الفيدرالية.
وتشير مقتطفات من رسائل البريد الإلكتروني لخزاعي بأنه كان على علم بما كان يقوم به، فكما كتب لهذا الشخص: “بعض هذه المعلومات سريّة جداً … وإنني أقدم على خطر كبير”، مضيفاً، “مرة أخرى يُرجى بعد أن تقوم بتحميل ملفيْ الباور بوينت هذيْن، أن تقوم بمسح كل شيء على الفور”.
وأوضح التقرير أن مقاتلات إف-35 التي سرّب خزاعي معلومات بشأنها ليست كأي طائرة في ترسانة الأسلحة الأمريكية، إنها تحفة مثير للجدل في الأسطول الجوي في المستقبل، ويتم إعداد هذه المقاتلة الشبح لتصبح المعيار العسكري، ولكن على الرغم من إنفاق ما يقرب من عقدين من الزمن في مجال تطويرها، فلم يتم بعد بدء الجولة التشغيلية الأولى لها.
تجدر الإشارة إلى أنه تم إنفاق 400 مليار على تطوير هذا النوع من المقاتلات وتقابل مشكلات في التطوير، مما قد يعرضها لأن تصبح عتيقة وقت انطلاقها حسب رأي أحد الخبراء العسكريين، لكنها برغم ذلك تشكّل استثماراً كبيراً من الوقت والمال ورأس المال السياسي، وقد هدد خزاعي هذا الاستثمار بتسريبه معلومات سريّة تتعلق ببرنامجها.
واستمر خزاعي في إرسال المعلومات السريّة المسروقة إلى الجامعات التقنية المملوكة للحكومة الإيرانية في 2009-2013، وخلال تلك الفترة، كان يعمل لدى ثلاثة شركات في مجال الدفاع، لم يتم الإفصاح عن أسماء الشركات في وثائق المحكمة، لكن أكدت شركة “برات آند ويتني”، التي تقوم بتصنيع محركات الطائرات العسكرية، أنه كان أحد موظفيها.
لم يكن خزاعي يكتفي بوصف خبراته ومؤهلاته فحسب، وإنما كان يرسل معلومات حسّاسة عن المعدات عسكرية إلى مؤسسات إيران التي توجد بينها وبين الولايات المتحدة توترات مستمرة طويلة الأجل، ولا توجد بينهما علاقات دبلوماسية رسمية الآن وإنما مفاوضات نووية ساخنة.
ولفت معد التقرير إلى وجود تنافس استخباراتي شديد وراء المحادثات الرسمية بين الولايات المتحدة وإيران، حيث تحاول كل منهما النفاذ إلى الأسرار العسكرية للطرف الآخر.
وتضمنت حرب التجسس هجوماً على شبكة الإنترنت عُرف باسم “هجمة ستكسنت” وهو فيروس كمبيوتر قيل إن الولايات المتحدة وإسرائيل قامتا بتصميمه لإصابة أجهزة الكمبيوتر في منشأة نووية إيرانية، مما أدى إلا إيقاف تشغيل عدد من أجهزة الطرد المركزي في نهاية المطاف.
بدأت مراقبة خزاعي في عام 2013 عندما قام مسؤولي الجمارك الأمريكية وحماية الحدود بتفتيش شُحْنة كان يحاول خزاعي إرسالها من منزله في ولاية كونيتيكت، عن طريق ولاية كاليفورنيا، إلى “مدينة همدان في جمهورية إيران الإسلامية”، حيث أنهم وجدوا “داخل تلك الصناديق، جنباً إلى جنب مع كتب خزاعي وسلعه المنزلية، وثائق تحتوي على أدلة فنية حساسة وبيانات مواصفات ومواد ملكية خاصة أخرى تتعلق ببرنامج المقاتلات الأمريكية إف-35 والمحركات النفاثة العسكرية”.
وكان هذا هو الخطأ الذي ارتكبه خزاعي وجذب نحوه عدد من وكالات الأمن القومي حتى سقط، وينتظر خزاعي حكم القاضي في مايو (أيار)، وقد تم إجباره على تسليم مبلغ 59.945 دولار الذي ضُبط معه في المطار.