مقالات

لسانك حصانك

اللغوة والهذرة الزايدة ما فيها خير، وبعض نواب البرلمان يتفوهون أحيانا بكلام لو فكروا قليلا قبل ان ينطقوا به لكان أفضل لهم، فالكلمة يملكها صاحبها طالما كانت كامنة ومقيدة داخله، غير مكشوفة للعلن، وفور خروجها من فمه تصبح هي المالكة له، وهناك مثل شهير يقول: السمكة التي تبقي فمها مغلقا لن يصطادها أحد.في جولة أخذتها على ملاحظات كنت قد سجلتها أيام الحفنة وما قبلها وما بعدها وجدت ما يدلل على ذلك، ومنها كلام صدر في يوم ما من النائب السابق ضيف الله بو رمية قال فيه ان الشعب أكثر حكمة من الحكومة، والنائب الفاضل في كلامه هذا يعطينا انطباعا بأن الحكومة ناس غرباء عنا، نزلوا علينا بالبراشوت من عالم آخر، مع ان الحكومة في الواقع مكونة من مجموعة من أبناء الشعب، ومن مختلف أطيافه ومكوناته، وهي، أي الحكومة، صورة مصغرة عن الشعب بحسناته وسيئاته، وهذا التصور من النائب للحكومة جعله يوجه انتقادا حادا لها بالقول ان أي شيئ يحدث في البلد تتحمل مسؤوليته الحكومة، ووقتها تساءلت ولم ﻻ يتحمل النواب جزءا من المسؤولية طالما أنهم شركاء في الحكم، يشرعون القوانين، ويراقبون أداء الوزراء، ويفرضون رؤيتهم على الحكومة في أحايين كثيرة.كلام آخر ما كان يجب التفوه به هو ما قاله النائب السابق خالد السلطان حين عاير الحكومة بوقفة الشعب الكويتي معها، وتمسكه بالشرعية، وبالتالي فهو يستحق اﻷفضل، ومع اتفاقنا ان أهل الكويت يستحقون كل خير من دولتهم اﻻ أننا ﻻ نستطيع اﻻ ان نسأله: وماذا كان يتوقع غير ذلك الموقف من أهل الكويت؟ هل كان يتوقع ان يخون الكويتيون بلدهم ونظام الحكم الذي عاشوا في كنفه بأمن وأمان حوالي 400 عام، ويدعمون صدام وجنوده، وهل يعتقد ان اخلاص الكويتيين يجب ان يتبعه منة.ما يجوز هالكلام والله.أيضاً كلام أهبل تفوه به نائب معارض اتهم شخصا من أسرة الحكم بأنه متعاون مع دولة خارجية أكثر من تعاونه مع أهل الكويت! فبالله عليكم هل توجد سخافة أكثر من ذلك، وهل يقبل أحد عاقل كلاما مثل هذا، وهل العلاقات الحسنة للشيوخ والمسؤولين الكبار مع دول معينة دليل على الخيانة، وسوء النية المبيتة، وبيع للوطن لتلك الدول؟. نعود ونقول ان الكلام غير المحسوب الذي يصدر من بعض النواب ﻻ يمر دائما مرور الكرام، فالعداوات، والحزازات، والمشاجرات التي تنجم عنها كثيرة، ولن ننسى تلك الهوشة الشهيرة بقيادة النائب السابق وليد الطبطبائي التي حفلت بشتائم وتبادل ضرب نقلت أخباره وصوره الصحف.ننتهي من ذلك كله الى الحكمة التي تقول (لسانك حصانك، ان صنته صانك، وان خنته خانك) فانتبه قارئي الكريم وبلاه أي كلام سخيف قد يعرضك اﻹهانة واحذر من ان تعطي شخصا سوطا يلسعك به.

عزيزة المفرج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.