«يا مجلس بلدي.. ننفخ في جربة مقظوظة»
إقبال الأحمد
عشرات المقالات كتبت من كل أطياف المجتمع الكويتي تعلق على كارثة واسهال تسمية الشوارع باسماء شخصيات لا نعرف من هي ولا ادنى انجاز لها على مستوى الوطن.. باستثناء انها او اسرتها تشرفت بالاقامة في هذه المناطق.
في خطوة عززت موضوع الواسطة وجبر الخواطر وارضاء هذا وذاك.. واستغلال المناصب والسلطات، ليتصدر اسم الاب او العم او عميد الاسرة.. رأس الشارع او على امتداده في مناطق الكويت.
تحول العنوان من شارع رقم كذا الى شارع فلان بن فلان بن فلان.. حتى غدا رحلة للتعرف على العوائل والاستدلال على ابرز ساكني هذه المناطق من الاسر.. اما الاسر العادية، التي لا صوت لها في المجلس الفلاني والوزارة الفلانية والهيئة الفلانية فحريمتهم (بالكويتي)، بمعنى حرام عليهم التفاخر بأسماء ذويهم.
اقتراح النائب الفاضل صالح عاشور الاخير (كما نشر)، باطلاق اسماء 9 أئمة على شوارع الكويت، لأهميتهم الدينية وعلى شوارع رئيسية.. اضافة الى تغيير موقعي اسمي الامامين الحسن والحسين من شوارع داخلية الى رئيسية لعظم مكانتهما، الاقتراح نابع من قناعة دينية ورغبة باعطاء رموز دينية موقعها الذي يليق بها.
وبما ان المجلس البلدي، العظيم بانجازاته.. اعتمد كماً من الاسماء لنشرها على خارطة مناطقنا.. لاغيا نظام الترقيم، المعتمد في أرقى الدول واكثرها احتراما للنظام، واستبدله بسياسة الترضيات فقط.. واشمعنى فلان واشمعنى علان.. فذلك سيفتح ابوابا لحرب التسميات.. والخطورة الاكبر اذا دخل الدين بالموضوع.
لا نستبعد ابدا ان يتقدم غدا طرف او عضو آخر من طائفة اخرى بتقديم مجموعة اسماء لزعامات دينية اخرى من هذا المذهب وذاك اسوة بما قام به من قبله.. واخذ سكر البيبان اللي انفتحت.
من الخطورة ان تدخل الاسماء الدينية، وخاصة في وقتنا هذا.. في اي تأزيم قادم دون قصد.. لانها ستفسر انها بقصد. وهذا ما حذرنا منه فى مقالاتنا السابقة من سياسة اسماء الشوارع.
سياسة الاسماء المبالغ فيها كما حصل منذ سنوات.. وانا اعتبرها سياسة متخلفة، لن تنجح بارضاء الجميع.. بل العكس.. كلما انتهت من وجبة جاءتها وجبة اسماء اكبر.. وتعال حلها عقب.. وستزيد الاحراجات لعدم التعامل بالعدل مع الجميع.
المجلس البلدي اوصل نفسه، وسيساهم هو ذاته في أي تأزيم قادم (لا نتمناه).. قد ينجم بسبب رفض تسميات الزعامات الدينية او قبولها من طرف دون الآخر.. وهذا ما حذرنا وما زلنا نحذر منه.
الغوا سياسة اسماء الشوارع، واستبدلوها فورا بالارقام، واغلقوا الباب بوجه اي نوايا غير نظيفة في استغلال اي تأزيم قد يتخذ بهدف تفكيك المجتمع، وفكونا من عبارة «اشمعنى هذا واشمعنى ذاك»، التي قد تدخل في طياتها نوايا قبلية ومذهبية وطائفية و…
إقبال الأحمد
Iqbalalahmed0@yahoo.com