الشطي: قوة الدولار وراء انخفاض أسعار النفط
اكد خبير نفطي كويتي أن السبب الرئيس وراء تراجع اسعار النفط خلال اليومين الماضيين يعود الى ارتفاع سعر صرف الدولار الامريكي ووصوله الى اعلى مستوى له منذ أغسطس 2003.
وقال الخبير النفطي محمد الشطي في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان كون الدولار العملة التي يتداول بها النفط عالميا وكذلك أغلب السلع فإن لارتفاعه وانخفاضه تأثيرا كبيرا مشيرا الى ان العلاقة بين سعر صرف الدولار والنفط عكسية دائما في الوقت الحالي.
واضاف ان متوسط أسعار نفط خام الإشارة مزيج برنت بلغ خلال الربع الأول من عام الحالي 55 دولارا للبرميل بينما بلغ متوسط سعر النفط الخام الكويتي للتصدير 49 دولارا للبرميل وهي مستويات تؤكد تحسن أسعار النفط خلال الأشهر من يناير الى مارس 2015.
وحول معطيات السوق النفطية افاد الشطي بانها دعمت بشكل مباشر تعافي أسعار النفط وارتفاعها بما يزيد على 10 دولارات للبرميل في المتوسط موضحا ان هذه المعطيات هي موجة البرد وارتفاع الطلب على النفط في الشتاء.
واشار الى استمرار تعطل نحو 20 في المئة من طاقة التكرير في بعض الدول بسبب موجه البرد أو الاضراب “وهو ما قلل مبيعات زيوت التدفئة الى السوق الأوروبية” مبينا ان ارتفاع الطلب ساعد على تعافي هوامش أرباح المصافي.
وتوقع تأثير خفض عدد أبراج ومنصات الحفر على معدل تنامي النفط الصخري موضحا ان التوقعات الحديثة تشير الى هبوط الزيادة في امدادات النفط من خارج منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) من 6ر1 مليون برميل يوميا في عام 2014 الى 700 الف برميل يوميا في عام 2015.
وبين ان التطورات الجيوسياسية كانت حاضرة في المشهد النفطي خصوصا تلك المتعلقة باستقرار ليبيا وتأثير ذلك على انتاج النفط الخام الليبي اضافة الى تأثر مبيعات النفط العراقي بسبب أحوال الطقس.
وذكر ان العوامل التي دعمت السوق هي تناقص المعروض مقابل ارتفاع نسبي موسمي للطلب مشيرا الى ان تسعير النفط الخام لأسواق الشرق عكس اساسيات افضل للسوق اضافة الى ان منحنى أسعار النفط في المستقبل والذي ارتفع عن السابق يظهر ان أسعار نفط خام برنت تفوق 55 دولارا وقريبا من 60 دولارا للبرميل وهو ما يبشر بارتفاع الاسعار خلال الأشهر القادمة.
وحول التراجع في الاسعار خلال اليومين الماضيين افاد الشطي بان أسعار النفط بدأت تهبط متأثرة ببيانات عن معدل البطالة في الولايات المتحدة وبتعزيز مكانة الدولار الأمريكي امام العملات الأخرى ووصوله الى مستويات هي الأعلى منذ أغسطس 2003 والتي ضغطت بدورها على أسعار النفط الخام.
واوضح ان من العوامل التي ساهمت في الانخفاض استمرار ارتفاع المخزون من النفط الخام خصوصا في الولايات المتحدة واستمرار المخاوف بشأن محادثات الديون حول اليونان وصدور بيانات صينيه اضعف من المتوقع وانخفاض مؤشرات الأسهم الأمريكية وسط مخاوف بين المستثمرين حيال قرار رفع معدل الفائدة هذا العام مع تحسن أداء الاقتصاد الامريكي.
وشدد الشطي على ان التوقعات على وجه العموم “تؤكد اننا امام ضعف للأسعار خلال الأشهر من ابريل الى يونيو 2015 وتشير بعض التوقعات التي صدرت عن بيوت الاستشارة العالمية والبنوك الى أن أسعار نفط خام برنت مقبلة على مرحله من اضعف المراحل للأسعار لتدور في فلك 45 دولارا للبرميل في المتوسط خلال هذه الفترة وهو ما يعادل 40 دولارا لبرميل النفط الخام الكويتي”.
وقال ان السبب الرئيسي هو ضعف موسمي للطلب على النفط في العالم حيث ان نسبة من إجمالي طاقة التكرير خصوصا في أسواق الشرق وأوروبا تدخل برامج الصيانة وهو ما يعني ضعف الطلب على النفط وبناء في مخزون النفط وتزايد ضغوط على أسعار النفط الخام.
واكد انه بعد هذه المرحلة تبدأ مرحلة التعافي في أسعار النفط حيث تتوقع مصادر السوق ان تعود أسعار نفط خام برنت لتتحرك ضمن نطاق 55 – 60 دولارا للبرميل خلال النصف الثاني من عام 2015 مع تعافي الطلب على النفط وهو ما يعادل 50 – 55 دولارا لبرميل النفط الخام الكويتي.
واشار الى ان معالم السوق النفطية خلال السنوات القادمة تتسم بوفرة في المعروض سواء من داخل (اوبك) او من خارجها مع اعتدال معدل تنامي الطلب العالمي على النفط في ظل نضوج أسواق البلدان الصناعية واستمرار تحسن كفاءة استخدام الطاقة وسياسيات تطوير مصادر أخرى للطاقة.
وذكر الشطي ان الأسواق الواعدة مثل الصين بدأت تشهد تباطؤا في معدلات تنامي الطلب على النفط وان كانت مازالت تسجل اعلى المستويات في العالم أضف الى ذلك خفض في التكاليف المرتبطة بنشاط الاستكشاف والتنقيب والإنتاج نتيجة تطور التكنولوجيا واضطرار الشركات للتأقلم مع هبوط أسعار النفط الحالي “ولذلك تظل السوق هي التي تحدد مستويات أسعار النفط الخام خلال السنوات القادمة في الغالب وتعيد التوازن للسوق”.
وقال ان التوازن يظل يحتاج الى تعاون المنتجين كما ان هوامش أرباح المصافي ربما تكون في وضع افضل من السابق ولابد من التأكيد ان السوق تحتاج الى امدادات النفط الصخري للايفاء باحتياجات تنامي الطلب على النفط ولكن التنامي بمعدلات معتدلة نسبيا يسهم في توازن السوق ولا يمكن افتراض اختفائها من سوق النفط ببساطة.