مقالات

“مجلس… أشغال… داخلية”!

صالح الغنام

محطتنا الأولى مع مجلس الوزراء الذي اجتاز اعضاؤه وبصعوبة بالغة جلسة مجلس الأمة “التاريخية” المعروفة شعبيا بـ “أم الجلسات”. لذلك, نحمد الله عز وجل الذي لطف وقدر للأمور أن تمر بسلام, ونقول للسادة الوزراء: “خطاكم السو”… وننصحهم مخلصين بتنظيم رحلة جماعية لأداء العمرة لشكر الله تعالى أولا, والتضرع إليه سبحانه ثانيا كي يجنبهم ويلات الجلسات “التاريخية” المقبلة!
أعتذر بشدة لأنني سأقتحم كمواطن ميدان المناشدة “التاريخي” الخاص بنواب الأمة لأناشد بدوري وزير الأشغال العامة توجيه تعليماته للشركة المنفذة لمشروع طريق الجهراء الرائع لوضع حواجز حاجبة على جانبي الجسر الممتد من الدائري الرابع الذي يمر فوق دوار الأمم المتحدة باتجاه الجهراء, وهو الجسر الذي تم بناؤه بارتفاع غير مسبوق قياسا ببقية الجسور في الكويت. ففي أعلى نقطة من ذلك الجسر توجد انحرافات أو انعطافات شبه حادة تستلزم الحذر الشديد لكونها نقطة مكشوفة وتطل على ارتفاع شاهق, غالبا ما تؤدي لإرباك سائقي المركبات.
ووفقا للاحصاءات الطبية, فإن ثلثي الشعب الكويتي مصابون بأمراض الضغط والسكري, وهذه كلها أمراض تشعر المريض بالدوار حتى وهو جالس على اريكة يشاهد التلفزيون, فما بالك بقيادة سيارة فوق جسر يبلغ ارتفاعه نحو خمسة أدوار. طبعا هذا بخلاف سائقي المركبات من كبار السن, ومن هم مصابون أصلا بـ “فوبيا” الأماكن المرتفعة… لذلك, نأمل من معالي الوزير التجاوب مع هذه المناشدة بوضع حواجز حاجبة على جانبي الجسر أسوة بتلك الموجودة على جسر الدائري الخامس المطل على مبنى رئاسة الحرس الوطني!
المقالة التي كتبتها قبل أيام عن “فلاشرات” دوريات وزارة الداخلية, شهدت تفاعلا لم أتوقعه شخصيا, وقد تلقيت عددا من الاتصالات والرسائل البريدية الإلكترونية, كلها تؤكد انزعاجهم الشديد من “فلاشرات” الدوريات, وتأثيرها السلبي على البصر. وقد ذكرت إحدى الأمهات, إن ابنتها كانت تقود سيارتها على طريق الدائري الخامس الذي كان مزدحما للغاية, وحركة السير فيه بطيئة جدا, وكان يسير بمحاذاتها شرطي يقود دوريته و”الفلاشر” مضاء. ولأنه لم يكن بمقدورها إغماض عينيها لكونها هي من تقود المركبة, فقد رجت الشرطي واستعطفته إطفاء “فلاشر” الدورية, لخطورته على صحتها, لكن الشرطي الهيبة لم يأبه لتوسلاتها, ثم ما هي إلا لحظات, حتى تفاعلت كهرباء جسدها مع وميض “الفلاشر”, فدخلت في نوبة صرع… وبصراحة, لم أسأل الأم, إن كان الشرطي هو من استدعى سيارة الإسعاف, أو شخص آخر!
صالح الغنام
salehpen@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.