مقالات

الجميل والوحشة

استلقى ذلك الشاب اﻷبيض الوسيم على اﻷرض الباردة، تحت برج ايفل غير آبه بتوسيخ ملابسه وشعره، وغير مهتم بلطشة برد تصيب بدنه بسبب ذلك التصرف، وكل ذلك من أجل تصوير صاحبة له شعرها سبايكي طبيعي، وقبل كل شيء نحيفة، عصلة مرة باباي، ﻻ تستطيع ان تسلت منها 20 كيلو غراما لحما صافيا، من الوضع الذي اتخذه ذلك الشاب كان واضحا أنه يريد اظهارها بلقطة فنية وبرج ايفل يعلوها، وكان يطلب منها ان تبتسم بدلع ودﻻل، ويبدو والله أعلم ان الشكل لم يعجبه، أو ان لمنظر الفم واﻷسنان علاقة بالموضوع، فطلب منها ان تبتسم بدون فتح فمها، أو ان تبتسم بلطف بدون فشخ الفم على اتساعه، وطبعا ما أحط بذمتي ولكنه احتمال.بعد التقاط مجموعة من الصور قام من على اﻷرض الباردة، ومنحها قبلة شكر ووفاء وعرفان، ثم أحاط خصرها بذراعه اﻷيمن، وغادر اﻻثنان المكان وهما في غاية السعادة والحبور، تاركا في قلوب المحرومات حسرة وحرقة، كان المنظر ﻻفتا للانتباه، فالفرق بين الشاب اﻷبيض اﻷشقراني الوسيم، وحفيدة كونتا كونتي، مع احترامنا للاثنين، كالفرق بين الجاغوار والفلكس، مع ذلك يدلعها ويدللها وكأنه يدلع سندريلا أو سنو وايت.ذلك المنظر جعلني أتذكر على الفور حال بعض بناتنا ممن تقول احداهن للقمر «قوم وانا أقعد مكانك» ومع ذلك يرى زوجها نفسه عليها، وهو اﻹنسان اﻷقل من عادي طلة وطلعة، وقد يختار خادمتها العادية، أو حتى القبيحة لتكون زوجة له بعد ان يطلب منها أو حتى يأمرها بأن تمسك الباب لوحدها أو هي والعيال.العجيب في الموضوع ان أمثال هذا الرجل يضعون مجموعة من الشروط عند التقدم لخطبة الفتيات يأتي في مقدمتها الجمال والبياض والطول والرشاقة والشعر الطويل الناعم، وعندما يحصل على ما يريد يهمله وينصرف عنه، ويقبل بكليته على نسوة أقل من زوجته بكثير، وفي أحيان كثيرة، أقل منه هو بكثير شكلا وموضوعا، وربما وجدنا له العذر فيما لو كانت زوجته من النوع اﻷناني والمهمل، ولكن ماذا عن الزوجات اللواتي يراعين الله في أزواجهن وأبنائهن وبيوتهن، ويحرصن كل الحرص على كل صغيرة وكبيرة في حياتهن الزوجية. لماذا ﻻ تجد تلك الزوجات مثل ذلك الدﻻل من ذلك الفرنسي ﻷنثاه على الرغم من كل ما يفعلنه؟ لماذا أيها السادة الكويتيون واﻻ شايفين التدليل أكبر من طاقتكم؟

عزيزة المفرج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.