هل سنموت عطشاً؟
إقبال الأحمد
هل صحيح ان المؤشرات تدل على ان المياه ستكون نفط القرن الواحد والعشرين، وان الاستثمار في اكتشافها سيسير بوتيرة اربعينات القرن الماضي في بدايات التنقيب عن النفط؟
تقرير متخصص يوضح ان الماء سيكون سلعة ثمينة مثل النفط والذهب (قبل تدهور اسعار النفط طبعا)، وقد يكون اغلى بسبب استحالة العيش من دونه تحت أي ظرف من الظروف، خاصة ان اي مواطن، وبالاخص الخليجي وما عرف عنه من اسراف في استخدامه للماء، سيكون اكثر من غيره عرضة للعطش مع اقتراب مخزونات مياه الخليج للنضوب قبل النفط. لتكون كارثة نقص المياه العذبة هي الاكثر إلحاحا من غيرها.
وزارة الكهرباء والماء في الكويت تقول ان معدلات استهلاك الفرد بالكويت للماء غير مبررة، ولا تتناسب ابدا مع كم الجهد الذي تبذله الوزارة في سبيل ايصاله الى البيوت، كما ان حملات الترشيد أراها انا وكثيرون غيري ركيكة وضعيفة لا تؤتي ثمارها، ولا تحقق اهدافها، مما يتطلب المزيد من الجدية في هذا الاتجاه.
مدير ادارة موارد المياه في معهد الكويت للابحاث العلمية، اعلن في يناير 2012 ان الكويت من اكثر الدول معاناة من نقص المياه العذبة لندرتها على ارضها، مع زيادة استهلاك الماء للفرد الواحد، وهو من اعلى المعدلات في العالم، لأنه، اي المواطن الكويتي، ومن يعيش معه، لا يقدر اهمية هذا المورد، وقيمة هذه النعمة، ولأنه لا يشعر بكلفتها الحقيقية.
وحذر هذا المسؤول من ان مخزون هذه المياه في الكويت لا يتناسب مع مفهوم الامن المائي الا لاسبوع واحد فقط، مما يستدعي الاسراع في دعم تكوين هذا المخزون في مكامن المياه الجوفية.
هذه المكامن بالكويت، حسب المتخصصين، تتميز بالسعة الكافية والامان من اي تلوث او تخريب، اضافة للجدوى الاقتصادية والفنية، الامر الذي يعني ضرورة ان تكون هذه المكامن مملوءة بالماء العذب طوال الوقت لمواجهة الازمات.
تخيلوا لو وقعت كارثة مائية كالتلوث النووي من مفاعلات نووية قريبة واقربها بوشهر، وهذا وارد جدا تحت اي ظرف من الظروف، وتضررت محطات التحلية المعروف انها تتوقف فورا، وتتعطل عن العمل في هذه الحالة، وطال وقت اصلاحها واعادتها للعمل مجددا لفترة تزيد على الاسبوع، ماذا سيحل بنا؟
سؤال موجه لحكومتنا الموقرة. هل فكرت في هذا الاحتمال يوما من الايام، وطرحت الحلول له؟
المعالجات السريعة والحلول قصيرة الاجل قد تروي العطشى يوما او اثنين، ولكن ماذا بعد اليومين والثلاثة والاسبوع؟ نحن بحاجة الى تطوير مواردنا المائية في اطار استراتيجية واضحة، تبدأ من اليوم، وقبل اي كارثة مفاجئة، حتى نكون قادرين على مواجهة تحديات نقص المياه القادمة لا محالة، مهما حاولنا الهروب من التفكير فيها، او تجاهلناها، جهلا او استهبالا.
إقبال الأحمد
Iqbalalahmed0@yahoo.com
Iqbalalahmed0@gmail.com