مَن يجب أن يحكم؟
عزيزة المفرج
في أوروبا وبريطانيا وأمريكا جامعات وكليات عسكرية عريقة ﻻ تقبل بين طلبتها بسهولة أياً كان، وﻻبد ان يكون هؤﻻء من النخبة، أو نخبة النخبة ليتم قبولهم فيها، وهناك كليات وجامعات مفتوحة ﻷبناء الملوك والرؤساء وأصحاب الشركات الكبيرة، وكبار السياسيين، وأبناء اﻷسر العريقة، فهؤلاء هم من يحكم البلدان ﻻ الطبقة الفقيرة في المجتمع.
يقول أحد العلماء: ﻻ تعلموا السفلة العلم، وان علمتموهم ﻻ تولوهم، والسفلة هم الفقراء في اﻷخلاق، اذا تعلموا استطالوا على الناس بهذا العلم، وجعلوه مطية لشهواتهم ومآربهم ولم ﻻ وهم يجمعون بين العلم وسوء اﻷخلاق. فقراء اﻷخلاق هؤﻻء غالبا ما يكونون تربية شوارع، وينحدرون من فئات ﻻ تتردد في ممارسة سلوكيات مجرمة أو منتقدة أو سالبة ﻷن ما يهمها في نهاية الأمر اشباع رغباتها وحاجاتها الشخصية بغض النظر عن رغبات واحتياجات اﻵخرين. الفقر اﻷخلاقي هذا شاهدنا عينة منه عند بعض طالبات المدينة اﻷزهرية التابعات للاخوان المسلمين، أثناء فترة اﻻضطرابات التي تلت اسقاط الرئيس السابق محمد مرسي، فلم يكن منظرهن لطيفا وهن (يتناتفن) حرس الجامعة، وبعض العاملين فيها من الرجال، ويضربنهم بالشوم والعصي والكراسي، كما ﻻ ننسى منظرهن وقد أحطن بواحدة من أستاذات الكلية، وأخذن يضايقنها بنقز جسدها، ونكش شعرها، وشد ملابسها، وسلوك مثل هذا يدل على ان تلك الطالبات فقيرات أخلاقيا، ﻻ علاقة بينهن اﻷدب وحسن التربية التي توفرها البيوت المحترمة ﻷبنائها وبناتها، فهن ﻻ يعترفن بعيب أو بحياء، على الرغم من كونهن دارسات في جامعة دينية. هؤﻻء اﻹخونجيات أعطين اعلانا مجانيا وتأكيدا على مقولة ﻻ تعلموا فقراء الأخلاق العلم… الى آخر الكلام، أتذكر حين كنا تلميذات في المدارس كانت بعض المدرسات تستخدم كلمة غجر كشتيمة للتلميذات المشاغبات، والغجر ينتشرون في مختلف دول العالم شرقا وغربا، ويشتهرون بمجموعة صفات متماثلة تربطهم ببعضهم البعض، ويكسبون رزقهم عن طريق السرقة وقراءة الطالع، والرقص والغناء، كما هو معروف عنهم، ولهم مسميات تختلف من بلد لآخر، ويعتبرون طبقة تنتمي الى قيعان المجتمعات، وبالتالي ﻻ يصلح من يتمتع بهذه الصفات لتولي شؤون أي بلد، وليست هناك حاجة للذهاب بعيدا كي نأتي بأمثلة. تمعنوا بتاريخ شرقنا اﻷوسط كي تعرفوا كيف دمر بعض فقراء الأخلاق البلاد التي حكموها.
عزيزة المفرج