حظا أوفر!
صالح الغنام
كنا أول من ابتدع مقولة ان المجلس الحالي عبارة عن إدارة ملحقة بمبنى مجلس الوزراء, وأول من وصفه ب¯ “مجلس المناشدات”, واليوم, سيكون لنا السبق كالعادة, بإضفاء صفة “البيت الآمن” على هذا المجلس. و”البيت الآمن” تعبير رائج ومعروف لدى دوائر الأمن وأجهزة المخابرات, إذ يتم تخصيص مثل هذا البيت المُؤمن كلياً, إما لغرض حماية شهود في قضية حساسة, أو لتأمين شخصيات يُخشى عليها من الاغتيال أو التعرض للأذى… وإزاء هذه السمعة الملتصقة بالمجلس, أضحى ضروريا تحسين صورة المجلس, من خلال فبركة أي قصة أو قضية أو حدث, يتم في إثره إقصاء وزير أو أكثر.
ولأننا رسمنا سابقا ملامح سيناريو إقصاء الوزراء, وحددنا عددهم بأربعة وزراء, من بينهم وزير شيخ. فقد جرى تدشين المشهد الأول من السيناريو مطلع الأسبوع الماضي, وهو المشهد الذي جرى تأجيله مرات عدة لأسباب خارجة عن إرادة الحكومة والمجلس. نقول هذا, مع استدراك مهم وخطير لن يخل بمضمون المقالة, فبعدما طرأ على الساحة من أحداث عاصفة خلال الأيام الأخيرة, بتنا نستشعر وجود سيناريو جديد تتجه فيه فوهات المدافع النيابية إلى الحكومة برمتها بدلا من عدد محدود من الوزراء, وذلك, بغرض إسقاطها والإتيان بأخرى جديدة كليا!
الشاهد, وبعيدا عما أقحمناه من استدراك, فإن حصول المجلس على “كريديت”, بات حاجة ماسة للحكومة والمجلس, وهو أمر سيمضيان فيه, سواء كشفنا عن هذا السيناريو أو لم نفعل. إلا أن الغريب, وغير المنطقي, وغير المقبول, إن حبكة استقالة الوزير الإبراهيم أتت بشكل ركيك وغير معقول. إذ لا يمكن تخيل أن يقع وزير أمضى ثلاث سنوات في منصبه السياسي, في فخ لا يقع فيه مبتدئ في العمل السياسي. هذه النقطة بالذات, متى ركزتم عليها, وربطتموها بالسرعة القياسية التي جرى فيها قبول استقالته, ستتكشف لكم الأمور جليا!
من جانب آخر, سنجد أن المجلس بشكله الحالي, لا يشكل خطرا على الوزراء, حتى في ظل تلويح بعض أعضائه بالاستجوابات, فمن الناحية العملية, فإن المجلس هو “البيت الآمن” والحضن الدافئ للوزراء جميعا, وفيه من النواب “الذباحة” من سيقوم بواجب الدفاع عن الوزير, شفهيا وتحريريا. ما يعني, أن لا خوف إطلاقا على الإبراهيم إن هو صعد المنصة… أليس هذا هو واقع حال المجلس؟
ختاما, تعمدت أن أترك النهاية مفتوحة, لذلك, أرجوكم, من دون إيحاء أو توجيه أو “زغالة”, أن تسألوا أنفسكم: هل يعقل أن يسأل أحدهم وزيراً عن رشاوى تقدم للنواب, فيجيب بالإيجاب, فيقدم استقالته, فتقبل خلال 45 دقيقة؟
حظاً أوفر في الحبكات المقبلة!
صالح الغنام*
salehpen@hotmail.com