هذا اهو الكويتي
إقبال الأحمد
بعد أن غرقنا في مستنقع الإحباط وفقدان الثقة.. وضياع الرؤية وتضاؤلها.. وبعد أن استبدلنا مقارناتنا بالأفضل، أصبحنا نقارن مع من كان أقل منا في الإنتاجية والتميز والإبداع.. وكيف أنهم مضوا قدماً ونحن إن لم نكن مكانك راوح.. فقد تراجعنا.
أقول في خضم هذا الجو المتشائم.. تغنى فنانونا ورقص شبابنا وبناتنا على إعلان خفيف الظل يعدد مميزات الكويتي.. هو اللي فاتح داره.. ويحب أهله وجاره.. عمره ابد ما يردك.. جمال وذوق وكشخه.. أحسن رفيج بالسفره..يزعل ويرضى بساعه..كل شي عنده خيره..و..و..و..
أهم ما وقفت عنده في هذه الكلمات الحلوة والتي يستحيل أن نعممها علينا كلنا.. وإلا لأصبحنا دولة الكويت الفاضلة.. هو .. اللي براسه يحققه.. تزامناً مع قراءتي لقصة نجاح الشاب الكويتي محمد جعفر الذي قام بتطوير موقع طلبات، ونجاحه في استدراج عرض استحواذ من شركة روكيت إنترنت الألمانية بصفقة تصل إلى 170 مليون يورو، أي ما يعادل 50 مليون دينار كويتي.
اللقاء الذي نشرته «الأنباء» مع هذا الشاب الكويتي المبدع.. قال إنه إيقاناً منه بمستقبل هذه الصناعة الجديدة على الإنترنت واستناداً إلى دراسته وتخصصه.. استطاع قراءة زبائن المستقبل، وكان من أول الداخلين على مكامن الثروة من هذا المدخل.. وتحقق النجاح والإبداع لهذا الكويتي.
هذا هو الكويتي الذي يجد البيئة المناسبة والتعليم الصحيح.. وهذا لا يكون إلا بالنشاط والإصرار والعمل الدؤوب.. أما أن يسرق أموال الدولة باستغلال دعم العمالة والتلاعب عليه.. أو استغلال بدل البطالة وتكبير الوسادة تحت رأسه.. أو استغلال واسطة الوالد أو ربع الوالد ومعارف العايلة لإسقاط مخالفاته.. أو استغلال نوم متابعي تطبيق القانون للنيل من كل القوانين في كل شاردة وواردة بحياته.
جميل أن يكون الكويتي حبوباً وحلواً ويحب الكشخه وخفيف طينة وأحسن رفيج ويزعل ويرضى بسرعة.. ولكن الأهم من هذا كله أن يكون دافعاً لترابط المجتمع وسيادة الحب والتسامح بين كل من يعيش على أرضه.. أن يحترم الغريب قبل أهل داره.. أن يكون محباً لبلده غيوراً على مصالحها.. معيناً في إصلاحها ودفعها للمستقبل بأخلاقه وإخلاصه.
أجمل ما في قصة ابننا محمد جعفر أنها قصة النجاح الحقيقية لشاب كويتي لم يرث نجاحاته وثروته من تاريخ والده أو عائلته.. فقد تعوّدنا أن نقرأ مثل قصص النجاحات هذه في الغرب.. ولكنها تحققت اليوم في الكويت.
هذا اهو الكويتي الذي لم يرث ولم ينصب ولم يستغل الفساد ولم يتعد على القانون…ليبني ثروته بعد أن حقق نجاحاته.. هذا اهو الكويتي.
***
رائع جداً أن يطبق القانون وبقوة.. ولكن أن تباشر آلات الحفر لقطع الماء بالحفر من دون إبلاغ أهل البيت والتأكد من وصول الإنذارات إليهم.. بشكل فظ.. لا يتناسب مع الأصول التي أجزم أن أي مسؤول في الوزارة حريص عليها.. فانتبهوا إلى مثل هذه الأمور المهمة جداً، ونبهوا منفذي قراراتكم لو سمحتم.
إقبال الأحمد
Iqbalalahmed0@yahoo.com
Iqbalalahmed0@gmail.com