اتقوا الله بالكويت.. للكاتب/ باسل الجاسر
الكاتب/ باسل الجاسر
ما جرى من احداث مؤسفة في ساحة الارادة مساء الاثنين الماضي من قبل رجال الامن الذين نحترمهم ونقدر دورهم وهذا ما سجلناه هنا مرارا وتكرارا.. الا انني لم اجد سببا واحد يبرر ما قاموا به من اعتداء على مواطنين جاءوا لساحة الارادة ليعبروا عن مطالبة او اعتراض على وضع معين.. وهذا ما جعلني اتأخر بالتعليق على هذا الحدث الجلل، فقد بحثت بحثا الدقيق عن سبب واحد يبيح لقوات الامن القيام بما قاموا به من ضرب للمواطنين من سيدات ورجال وحتى المعاقين، وهم في ساحة الارادة التي توافقنا عليها كمجتمع على انها ساحة للتعبير عن الرأي.. مهما اختلفنا مع هذا الرأي ومع مضامينة من حكومة منتخبة والغاء العقوبات عن من صدرت بحقهم احكام بالسجن وغيرها من مطالبات لانختلف معها وحسب بل ونعارضها بكل شدة وقوة.. ولكنني متضامن مع كل مواطن يخرج لساحة الارادة بسلمية ليعبر عن رأيه.. وما يزيد الاسف والاستغراب هوالسماح لهم بالايام والاسابيع الماضية فما الذي تغير ودعى لهذا العنف هذه المرة..؟
وهنا لا مكان للاحتجاج بحكم المحكمة الدستورية الذي اكد دستورية قانون التجمعات، فالقانون ساري منذ صدوره والاحتجاج او الدفع بعدم دستوريته امام القضاء لايعطل القانون وانما يستمر ويتواصل تطبيقه الى حين صدور الحكم بالغاءه..
والحقيقة انني حزين لما آل اليه الحال في وطننا العزيز الذي بدأنا نستشعر فيه قمع الرأي الاخر بكل الوسائل التي لم نعهدها ولم نرى لها مثيل في تاريخنا السياسي.. فبعد ان رأينا ادوات نواب الامة الدستورية من استجواب وسؤال تتعطل.. وبعد ان رأينا قمع الاغلبية في مجلس الامة للاقلية التي اجبرت على الاستقالة.. ورأينا تسيد الرأي والون الواحد في مجلس الامة، ورأينا مجلسا للمرة الاولى في تاريخه خالي من المعارضة بعد ان ضاقت الاغلبية بخمسة معارضين من خمسين نائبا..!! واعتقد جازما بان النتيجة الحتمية هي ما حدث في ساحة الارادة مساء الاثنين الماضي، والذي اراه سيتعاظم ويتواصل ليصل لكل من ينتقد او يعترض برأي في احد مواقع التواصل الاجتماعي، ولن ينتهي الا عند تكميم الافواه حتى في الديوانية.. وهذا ما لن تستطيع الحكومة ولا المجلس من الوصول له ولكنه سيؤدي بكل تأكيد الى حالة احتقان وغضب اخشى على وطني من تبعاته..
وهنا اقول للحكومة وللاغلبية في مجلس الامة اتقوا الله في الكويت واهلها ودستورهم وحرياتهم.. فعندما كادت الكويت ان تضيع كنا نطالب من اختلفنا معهم بالذهاب لساحة الارادة ليعبروا عن اراءهم ومطالباتهم، وعدم ازعاج الناس في بيوتهم اوبقطع الطرق وما شابه، وكنا نشد على ايدي رجال الامن بفرض النظام وعدم التجاوز على القانون.. والمفارقة اليوم اننا نستنكر اعتداء رجال الامن على من ذهبوا للارادة ليعبروا عن اراءهم بشكلا سلمي..؟؟ فسبحان مغير الحال والاحوال..
والحقيقة التي يجب ان تعيها الحكومة والساده اغلبية اعضاء مجلس الامة ان هناك حالة من عدم الرضا لدى الشعب الكويتي الكريم ولن يستطيع احد اخفاءها او قمعها او تزويرها بالقول أن الشعب سعيد بأداء الحكومة والمجلس.. بيد ان القمع وتكرار ماجرى يوم الاثنين سيحول عدم الرضا لحالة غضب فاتقوا الله في الكويت واهلها واصلحوا حال اداءكم بدلا من قمع المعترضين على اداءكم.. فهل من مدكر..؟
باسل الجاسر
baselaljaser@hotmail.com
@ baselaljaser