محلي

صباح الخالد: تطورات اليمن تستوجب من الجميع سرعة التحرك

 

أكد النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد اليوم ان “التطورات الخطيرة والمتصاعدة التي يمر بها اليمن تستوجب من الجميع سرعة التحرك واتخاذ التدابير اللازمة لاعادة الامن والاستقرار لهذا البلد الشقيق “.

جاء ذلك في كلمة للشيخ صباح الخالد لدى افتتاح أعمال اجتماع وزراء الخارجية التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورتها العادية ال26 بمدينة شرم الشيخ.

وقال الشيخ صباح الخالد ان “التطورات الخطيرة والمتصاعدة التي يمر بها اليمن الشقيق نتيجة لاستمرار الميليشيات الحوثية في استخدام العنف وتقويض مفاصل الدولة وأركانها”.

ودعا الى التحرك اللازم وفق ما نصت عليه قرارات مجلس الأمن المبنية على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني مؤكدا على دعم الشرعية الدستورية في اليمن ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي.

ولفت الى الاستجابة لطلب الرئيس اليمني تقديم “المساندة الفورية” عربيا ودوليا لحماية اليمن وشعبه وصون سيادته واستقلاله “وأمام التهديدات والاعتداءات التي قام بها الحوثيون على أرض المملكة العربية السعودية الشقيقة”.

واعتبر الشيخ صباح الخالد ان هذه التهديدات والاعتداءات “مثلت تهديدا للأمن القومي الخليجي والعربي” وذلك بموجب ما نصت عليه اتفاقية الدفاع المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك.

واشار كذلك الى الاستناد لنص المادة (51) من الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة التي أقرت الحق الطبيعي للدول في الدفاع عن نفسها واتخاذ كافة التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدوليين.

وقال ان دولة الكويت تدعو الأطراف المعنية في اليمن الى ضرورة التنفيذ الفوري لقرارات مجلس الأمن وتطبيق بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والالتزام بنتائج الحوار الوطني الشامل.

كما دعا الشيخ صباح الخالد هذه الاطراف الى الاستجابة لعقد المؤتمر الخاص باليمن الذي رحب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود باستضافته بحضور الأطياف اليمنية كافة وتحت مظلة دول مجلس التعاون الخليجي “لتجنيب اليمن الانزلاق نحو المزيد من الفوضي والدمار”.

واستعرض الشيخ صباح الخالد في كلمته جهود دولة الكويت في رئاستها القمة العربية العام الماضي “وسط ظروف وتحديات مرت بها منطقتنا بالغة الخطورة والدقة”.

وأكد أن القمة العربية تحقق لها النجاح “بمؤازرة وتأييد من أشقائنا في الدول العربية” عبر اصدار قرارات تصب في دعم مسيرة العمل العربي المشترك وتعزز التضامن بجوانبه كافة لايجاد أنجح السبل الكفيلة بمعالجة التحديات والقضايا في المنطقة.

واشار الى أن دولة الكويت بصفتها رئيس القمة العربية وبمشاركة الدول العربية بذلت جهودا واضحة في دعم القضية الفلسطينية سواء من خلال اجتماعات اللجنة الوزارية لمتابعة مبادرة السلام العربية الخمسة خلال السنة الماضية بحضور الرئيس محمود عباس.

كما لفت الى المشاركات الاقليمية أو الدولية أو من خلال اللقاءات الثنائية مع المسؤولين في الدول الاخرى “لابراز الموقف العربي المتضامن والداعم لقضية العرب الأولى وهي القضية الفلسطينية”.

وذكر الشيخ صباح الخالد ان دولة الكويت قامت كذلك بالمشاركة ضمن الوفد الوزاري العربي الذي قام بلقاء عدد من المسؤولين في سويسرا وفرنسا وبريطانيا لدعم الجهود العربية الرامية لانهاء الاحتلال الاسرائيلي وبحث سبل توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.

واشار الى انه تشرف خلال السنة الماضية بزيارة دولة فلسطين والالتقاء برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للتعبير عن الدعم الكامل لاقامة دولة فلسطين مستقلة ورفض الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة.

ولفت في هذا الصدد الى قيام دولة الكويت وبالتنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بتوجيه رسائل الى جميع الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية لحثهم على دعم مشروع القرار العربي المعنون (القدرات النووية الاسرائيلية).

وأوضح أن مشروع القرار طالب اسرائيل بالانضمام الى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية “باعتبارها الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي لم تنضم الى المعاهدة” لضمان اخلاء المنطقة بالكامل من الأسلحة النووية.

وفي الشأن العراقي لفت الشيخ صباح الخالد الى ترؤس دولة الكويت وفدا وزاريا عربيا اثناء زيارته للعراق للتعبير عن الدعم العربي الكامل للحكومة العراقية في جهودها لاعادة الأمن والاستقرار وتحقيق تطلعات الشعب.

وجدد التاكيد على الموقف العربي الداعم للعراق لمكافحة الارهاب معربا عن استنكاره الشديد لما ارتكب مؤخرا من تدمير لبعض المواقع والاماكن ذات القيمة الأثرية والتاريخية في العراق.

وعلى صعيد منفصل اكد الشيخ صباح الخالد على الموقف العربي المتضامن مع لبنان في مساعيه لاعادة الأمن والاستقرار فيه ودعمه في مواجهة الأعباء الثقيلة نتيجة ازمة اللاجئين السوريين.

وفي هذا الشأن استعرض الشيخ صباح الخالد في كلمته “الكارثة الانسانية” في سوريا التي “ما زال المجتمع الدولي يقف عاجزا عن ايجاد حل لهذه المأساة” وانقاذ الشعب السوري من هذه الحرب.

واشار الى انه على الرغم من ذلك “فقد بزغت بعض المؤشرات الايجابية في الاونة الاخيرة” من خلال الاجتماعات التي عقدت مؤخرا في موسكو والقاهرة علاوة على الخطة المقدمة من مبعوث الامين العام للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دي مستورا.

وقال الشيخ صباح الخالد انه “من هذا المنطلق واستشعارا من دولة الكويت باهمية المساهمة في رفع المعاناة الانسانية عن الشعب السوري الشقيق فقد رحب حضرة صاحب السمو امير دولة الكويت بدعوة الامين العام للامم المتحدة لاستضافة المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا”.

واضاف أن ذلك جاء بعد ان ساهم المؤتمران السابقان اللذان عقدا في الكويت عامي 2013 و2014 بتخفيف جزء من المعاناة عن الشعب السوري المنكوب.

وحول تطورات الوضع في ليبيا اعرب الشيخ صباح الخالد عن ما يشكله التصعيد الامني المستمر بالدولة من قلق لجميع دول المنطقة “ويدعو الى التأكيد على ضرورة تضافر المساعي والجهود الهادفة الى اعادة الامن والاستقرار في ليبيا”.

واشاد بالمساعي التي يقوم بها المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة في ليبيا برناردينو ليون وجهود ممثل الامين العام لجامعة الدول العربية الخاص بليبيا ناصر القدوة في هذا الشأن.

واشار في هذا السياق الى “المبادرات الكريمة” للمغرب والجزائر اللتين استضافتا مؤخرا عددا من اللقاءات التي جمعت الاطراف الليبية المتنازعة معربا عن امله ان تؤدي هذه المساعي الى حل سلمي للصراع الدائر في ليبيا.

كما ذكر الشيخ صباح الخالد في كلمته ان قيام الوفد الوزاري العربي بزيارة الى الصومال يؤكد التضامن العربي معه واعادة الأمن اليه ومساندته في مواصلة الخطوات الرامية لترسيخ أواصر الاستقرار السياسي والأمني.

وفيما يخص اصلاح منظومة الجامعة العربية ذكر الشيخ صباح الخالد أن اللجنة مفتوحة العضوية برئاسة دولة الكويت قدمت تقريرها المبني على جهود الفرق الأربعة العاملة لتطوير الجامعة وأجهزتها المختلفة.

واشار الى أن دولة الكويت ترأست اللجان المصغرة المتعلقة بتطوير العمل الاداري والمالي ودراسة وضع مكاتب ومراكز جامعة الدول العربية في الخارج.

كما تراست دولة الكويت اجتماعي لجنة متابعة تنفيذ القرارات الصادرة عن قمة الكويت ال25 وحرصها على ترجمة تلك القرارات على ارض الواقع وذلك دعما لمسيرة العمل العربي المشترك وتعضيدا له.

وفي ختام كلمته دعا الشيخ صباح الخالد وزير الخارجية المصري سامح شكري الى تولي رئاسة اجتماع وزراء الخارجية التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دور انعقاده العادي ال26.

واكد على الدور العربي والقومي لجمهورية مصر وقدرتها على ان تخرج من هذه القمة بنتائج ايجابية تعزز من مسيرة العمل العربي المشترك وتحقق تطلعات وآمال الشعوب العربية.

وكان الشيخ صباح الخالد قد هنأ حكومة وشعب سلطنة عمان على عودة جلالة السلطان قابوس بن سعيد الى بلاده بعد رحلة علاج تكللت بشفائه.

 

واعرب عن خالص الشكر والتقدير لحكومة مصر وشعبها على حفاوة الاستقبال وكرم الوفادة مثمنا جهود الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي ونائبه السفير أحمد بن حلي وجهاز الأمانة العامة على جميع التحضيرات والتجهيزات التي سهلت من العمل خلال فترة رئاسة دولة الكويت للدورة ال25.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.