واشنطن تايمز: الفوضى باليمن تحجب تحركات أمريكا لمحاربة القاعدة
وتقول الصحيفة إنه في حين رأى بعض منتقدي إدارة أوباما في الانتصارات العسكرية التي حققها المتمردون الحوثيون الشيعة في اليمن فوزاً للقوة الشيعية في المنطقة، أي إيران، يقول آخرون أن الخسارة الأبعد خطورة ستكون في الافتقار للمعلومات الاستخباراتية الحقيقية في أعقاب انسحاب القوات الأمريكية الخاصة من قاعدة جوية في اليمن لعبت دوراً كبيراً في المعركة ضد متشددي القاعدة في شبه الجزيرة العربية (آكاب).
معقل آكاب
وتقول واشنطن تايمز أن تنظيم آكاب المتشدد يتخذ من اليمن معقلاً له، وكان مسؤولون أمنيون أمريكيون وصفوا التنظيم بأنه من بين أخطر المنظمات المتطرفة في العالم جراء سعيه “لتسديد هجمات ضد المصالح الأمريكية في أي مكان من العالم”.
وتشير الصحيفة إلى أنه بالرغم من أهمية قاعدة عناد الجوية في اليمن، فقد أمرت الإدارة الأمريكية بانسحاب جميع القوات العسكرية منها في 20 مارس (آذار) الجاري، وبعد وقت قصير، سيطرت قوات آكاب ومقاتلي القبائل المتحالفين معها على مدينة حوطة القريبة.
وتشير واشنطن تايمز إلى أنه بالرغم من امتناع مسؤولين عسكريين وأمنيين عن الحديث عن الدور الذي لعبته القاعدة العسكرية في توجيه عشرات الضربات الجوية بواسطة طائرات بدون طيار ضد نشطاء آكاب، فإن الانسحاب الأمريكي المفاجئ سلط الضوء على مدى تراجع استراتيجية الإدارة الأمريكية في مكافحة الإرهاب. وقبل عام، كان الرئيس أوباما قد أشار إلى اليمن بوصفها مثالاً ناجحاً بشأن استراتيجيته في مكافحة الإرهاب.
نشاطات سرية
وتلفت الصحيفة إلى معلومات استقتها من مصادر عن بقاء ومواصلة نشاط استخباراتي سري ونشط في ثلاث دول، ووصف محللون ومسؤولون سابقون الوضع بأنه خطير جداً.
في هذا السياق، قال مدير مركز راند للسياسة الأمنية والدفاعية الدولية، سيث جي. جونز “تواجه جهود مكافحة الإرهاب مخاطر كبيرة جراء غياب أي تواجد أمريكي، وخاصة التواجد العسكري، في ليبيا واليمن وسوريا”.
معلومات ضعيفة المستوى
ورأى المدير السابق لسي آي أي، مايكيل هايدين أن إغلاق سفارات الولايات المتحدة، ونقل العاملين فيها إلى مناطق أخرى، يضاعف من مصاعب تواجهها واشنطن في كل بلد تحاول محاربة الإرهاب في أرجائه.
وقال هايدين للمشرعين في جلسة استماع أمام لجنة الأمن الداخلي في يوم الثلاثاء الماضي “عندما تبتعد أثر القدم الأمريكية، يصبح لدينا مستوى أدنى من المعرفة بشأن الوضع في منطقة ما، ونبدو كدولة في حالة تراجع، عندما نتخذ تلك النوعية من الخطوات”.
آثار مدمرة
ولكن مسؤولاً في الاستخبارات الأمريكية، تحدث بشرط عدم الإفصاح عن اسمه، رفض فكرة تراجع القدرات الأمريكية المعلوماتية والعسكرية لتوجيه ضربات ضد الإرهابيين، بواسطة طائرات غير مأهولة، وذلك بسبب الانسحاب من اليمن. إلا أن مسؤولاً في البنتاغون أشار إلى أنه قد يكون لقرار الانسحاب من اليمن أثاراً مدمرة.
وبالفعل قال المتحدث باسم البنتاغون، الكولونيل ستيف وارين “من المؤكد أن يؤدي إعادة تموضع قواتنا في اليمن لجعل حربنا ضد آكاب أكثر صعوبة، لا شك في ذلك”.
وتلفت واشنطن تايمز إلى أن العمليات ضد التنظيم قد تراجعت بشدة في أعقاب سقوط الحكومة اليمنية المدعومة من الولايات المتحدة في بداية العام الجاري، ويقول مسؤولون أمنيون إن الضغط الذي كان مفروضاً على آكاب تراجع منذ ذلك الوقت، وأنه بات هناك مظلة آمنة لنمو فصيل تابع لتنظيم داعش في اليمن.
وتشير الصحيفة إلى تقرير حديث صدر عن قسم الأبحاث في الكونغرس، ورد فيه بأن إدارة أوباما رصدت أكثر من 890 مليون دولار كمساعدة لليمن خلال الفترة من 2012 وحتى بداية العام الجاري، بحيث يتم تركيز المساعدة العسكرية على تعزيز قدرات طائرات المراقبة غير المأهولة، ولتدريب القوات العسكرية اليمنية.
وتلفت الصحيفة إلى أن الإدارة لم يكن أمامها من خيار سوى في الاعتماد على شركاء محليين في الحرب على الإرهاب، وذلك إن أرادت تجنب إرسال قوات برية أمريكية في وقت تعهد فيه الرئيس أوباما بالحد من المهمات العسكرية في كل من العراق وأفغانستان”.