مقالات

وﻻ يجرمنكم شنآن قوم..

«ما كانش فيه قطر وﻻ البحرين وﻻ عمان وﻻ الكويت سنة 1916، واتفاقية سايكس بيكو هي اللي جابتهم»، كلام لم يصدر من شخص عادي أو جاهل ﻻ معلومات تاريخية عنده، إنما من أستاذ جامعي وصل إلى أعلى درجات العلم، واﻷكثر من ذلك أنه يحمل تخصصاً في التاريخ.الكويت التي نشأت في القرن السادس عشر، وانتخبت أول أمير لها (صباح اﻷول) عام 1716م، ومر عليها حتى يومنا هذا 15 أميرا، وعملت مع بريطانيا اتفاقية عام 1899، وألغتها عام 1960م، كل ذلك غير موجود في مفكرة الدكتورة لميس جابر التي ألغتنا نحن وباقي اخوتنا في الخليج من خريطة التاريخ، فالكويت بالنسبة لها ظهرت عام 1916م، وما لم تقله بشكل مباشر هو ذلك الكلام السخيف المكرر من أنها اقتطعت من العراق التي كانت احدى الوﻻيات العثمانية، كما اعتاد القوميون والبعثيون والمغيبون العرب ان يقولوا.الدكتورة غاضبة من دولة خليجية التي أنشأتها – حسب رأيها – قناة تلفزيونية وقاعدة أمريكية، وأنها ترتدي ثوبا أطول منها سوف تتعثر به، وتقع في النهاية، وخرج غضبها هذا ليعم باقي دول الخليج، ما أخرجها عن الموضوعية والعقلانية في الطرح، حتى أنها قالت ان قناة الجزيرة ظهرت أو عملت أيام حرب العراق اﻷخيرة مع أنها خرجت منذ أكثر من عشرين عاما، بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي، وكانت الجزيرة في بداياتها ﻻ تستضيف في برامجها اﻻ الناس اﻷشد عداء للكويت من أمثال عبدالباري دوﻻر، وعبدالحليم قنديل، ومحمد المسفر الله، ﻻ يذكرهم بالخير، وغيرهم من اﻹخوة اﻷعداء الذين اشتغلوا بنا كثيرا رافعين شعار ﻻ صوت يعلو فوق صوت اﻹساءة للكويت.هؤﻻء القوميون والبعثيون الذين طالما تحدثوا عن الخليج باشمئزاز وحسد واصفين أهله بالبدو الذين ﻻ يفقهون ما يفقهونه هم، وكانوا يتحسرون على ظهور الذهب اﻷسود في أراضيهم، هؤﻻء القوميون العرب منكفئون اﻵن داخل جلودهم حتى حين، فالموقف الطيب لدول الخليج وأنظمتها الحاكمة فيما يخص جماعة الاخوان المسلمين وداعش والحرب على اﻹرهاب خاصة في مصر، والمليارات التي دفعوها من أجل المحافظة على الهدوء والاستقرار في مصر، جعلهم يستحون قليلا، ويحجمون مؤقتا عن الغي الذي كانوا يعيشون فيه، ويكتفون بجلد أهل الخليج بينهم وبين بعضهم بالسر، في جلساتهم الخاصة، واذا تغيرت اﻷوضاع، وحدث ما حدث، فستعود ريمة لعادتها القديمة، ونعود نحن بدوا وأهل صحراء، ويعودون هم أصحاب حضارات وأنهار، يملكون الغاءنا من التاريخ اذا أعجبهم ان يفعلوا ذلك!

عزيزة المفرج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.