الدولة السابعة!
صالح الغنام
الآن… وبعد بدء عمليات “عاصفة الحزم” المباركة, وبعدما ألقت الضربات الجوية الموجعة, الرعب في قلوب الإيرانيين, وجعلتهم وأذنابهم الحوثيين, ومعهم حليفهم علي عبدالله صالح, يولولون ويستجدون المجتمع الدولي وقف الغارات, ويرفعون شعار الحوار, والعودة إلى طاولة المفاوضات. وبعد ظهور تباشير صحوة العقل والضمير في الساعات الأولى لعاصفة الحزم, بإعلان عدد كبير من ضباط وجنود اللواء 35 في محافظة تعز تمردهم على قيادتهم الموالية للأفعى علي عبدالله صالح, وتأييدهم الشرعية التي يمثلها الرئيس عبد ربه منصور هادي. وبعد الاستقبال الشعبي الحافل, والمسيرات الحاشدة, المؤيدة والمرحبة بعمليات الخلاص المتمثلة ب¯ “عاصفة الحزم”.
بعد هذا كله, نناشد أصحاب الجلالة والسمو قادة دول الخليج العربية, ألا يشغلهم الانغماس في متابعة تفاصيل العمليات العسكرية, عما لا يقل أهمية عن “عاصفة الحزم” نفسها. فخلاص اليمن, لن تحسمه الطائرات والصواريخ والمدافع والدبابات, وإنما خلاصه في احتوائنا إياه واحتضاننا له, فمنذ أطاح العرب بعرش كسرى, وعين الفرس على اليمن, لأنه العمق الستراتيجي لدول الخليج والجزيرة, ومهد العرب, ومعقل تاريخهم, وعرينهم ومنبت أصولهم. وفي ظني, فإن لهذا العامل النفسي أهمية قصوى لدى الفرس, جعل من حلم احتلالهم اليمن, وسيطرتهم عليه, يعادل عندهم في أهميته احتلال عشر دول عربية.
لذلك, وإزاء ما سبق, نناشد حكامنا ألا يتأخروا في ضم اليمن إلى منظومة دول التعاون, ليكون الدولة السابعة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية. نرجوهم الإعلان عن هذا, فورا, وفي عز تنفيذ العمليات العسكرية لتحرير اليمن, فضم اليمن, ليس أمرا كماليا, أو قرارا يمكن إرجاؤه إلى موعد انعقاد القمة الخليجية المقبلة, أو إلى أن تضع الحرب أوزارها, بل هو قرار ملح ومصيري, فعزل اليمن وإهماله, هو ما أدى لاستفراد إيران فيه, وتجرؤها بدعم الحوثيين وتحريضهم ليكونوا المخلب الذي ينهش خاصرة المملكة, ويخلق لهم ممرا للوصول إلى بقية دول الخليج. ضم اليمن إلى مجلس التعاون, إجراء تصحيحي بالدرجة الأولى, ووقائي بالدرجة الثانية, وبكل الأحوال, هو قرار تأخر اتخاذه!
salehpen@hotmail.com