القمة.. تركيز على اليمن وتشكيل قوة تدخل عربية
ركز القادة العرب في كلماتهم في القمة، التي بدأت في منتجع شرم الشيخ في مصر السبت، على الحملة العسكرية في اليمن وإنشاء قوة تدخل عربية بالإضافة إلى الوضع في سوريا وليبيا والقضية الفلسطينية.
وجاء انعقاد القمة العربية 26 بعد أيام من بدء عملية “عاصفة الحزم” التي يشارك فيها تحالف عربي بقيادة السعودية لقصف مواقع في اليمن بهدف وقف زحف الحوثيين وقوات موالية لهم من الجيش اليمني صوب عدن التي فر إليها الرئيس عبد ربه منصور هادي بعد فترة إقامة جبرية فرضت عليه في صنعاء.
وقال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في كلمته أمام القمة “سوف تستمر عاصفة الحزم حتى تتحقق جميع الأهداف وينعم الشعب اليمني بالأمن والاستقرار”، واصفاً التحركات الحوثية في اليمن بأنها تهديد كبير لأمن المنطقة، ومعتبراً ما قاموا به “انقلاباً على السلطة الشرعية واحتلالاً للعاصمة صنعاء”.
من ناحيته، دعا الرئيس هادي، وفي كلمته أمام القمة العربية، الشعب اليمني للالتفاف حول الشرعية والنزول إلى الشوارع في مظاهرات سلمية، ووصف زعيم الحوثيين بأنه “دمية إيران” في إشارة إلى دعم تقدمه طهران للحوثيين.
وألقي أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كلمة افتتاح القمة باعتباره رئيس الدورة المنتهية للقمة العربية، وقال “نحن اليوم نلحظ بأن المشهد السياسي في وطننا العربي يزداد سوءاً وتعقيداً سواء كان ذلك بالتصعيد الذي رافق الوضع في ليبيا أو التدهور الأمني الذي يعانيه الأشقاء في اليمن”، واصفاً تحركات الحوثيين بأنها تهدد أمن المنطقة واستقرارها وسلامة دولها وشعوبها”.
وتناقش القمة العربية مشروع قرار وافق عليه وزراء الخارجية العرب في اجتماع تحضيري في شرم الشيخ يوم الخميس بإنشاء قوة عسكرية عربية لمواجهة التهديدات الأمنية.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أول من اقترح تشكيل القوة.
وقال السيسي في كلمته بعد أن تسلم الرئاسة الدورية للقمة العربية “ترحب مصر بمشروع القرار الذي اعتمده وزراء الخارجية العرب وتم رفعه إلى القمة العربية بشأن إنشاء قوة عربية مشتركة لتكون أداة لمواجهة التحديات التي تهدد الأمن القومي العربي”.
وقال الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، إن مشروع قرار إنشاء قوة تدخل عربية يمثل “تطوراً تاريخياً يرتقي بمستوى العمل العربي المشترك ويعبر عن الإرادة الجماعية في صيانة الأمن القومي العربي”.
وعبر عن أمله في الإسراع باتخاذ الإجراءات اللازمة لوضعه موضع التنفيذ ولتكون هذه القوة على أهبة الاستعداد للاضطلاع بالمهام الملقاة على عاتقها في مواجهة التحديات التي تواجه أمن وسلامة الدول الأعضاء وسيادتها الوطنية والأمن القومي العربي برمته”.
وقال رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح “لقد أفسد الإرهاب القاعدي والداعشي ثورات الربيع العربي وحولها إلى حروب أهلية وجعل مستقبل ابنائها رهينة بين الدماء والدمار. أقول لأولئك الذين يعارضون أو يؤخرون أو يعرقلون تسليح الجيش الليبي إنكم تعطون فرصة للإرهاب الداعشي لتعزيز وجوده لينمو في ليبيا ويتمدد خارجها وستكون دول الجوار أول المتضررين من ذلك.”
وقال عاهل البحرين حمد بن عيسى آل خليفة “من منطلق حرصنا علي أمن واستقرار المنطقة من كافة نواحيها فإننا نؤكد على أهمية اعتماد مبدأ إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة تكون مهمتها التدخل العسكري السريع ردا على أي اعتداء يهدد أمن واستقرار وسلامة أي من دولنا العربية”.
وبشأن اليمن قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير في كلمته “السودان يعلن دعمه اللامحدود لائتلاف الدول المؤيدة للشرعية ولنؤكد مشاركتنا الفاعلة حاليا على الأرض ضمن قوات التحالف المساند للشرعية وذلك دعما للسلطة الشرعية في اليمن”.
وشدد القادة العرب الذين تحدثوا في الجلسة الافتتاحية وبينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس على ما قال عباس إنه “الوضع الصعب” الذي يواجهه الفلسطينيون في الوقت الذي فشلت فيه مفاوضات السلام مع إسرائيل التي يقول العرب إنها ترفض التسليم بالحقوق الفلسطينية رغم استعداد العرب للسلام معها”.
وقال عباس في كلمته “إن القدس الشرقية تعيش ربع الساعة الأخير قبل أن يكتمل مخطط تهويدها. ومن هنا فإنني أناشدكم بأن تستمروا وتكثفوا العمل من أجل حماية القدس ودعم صمود أهلها”.