“المانحين 3”.. تجسيد لدور الكويت الإنساني في مد يد العون للمحتاجين
استمرارا وتجسيدا لدورها الانساني الرائد تستضيف دولة الكويت غدا المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا برعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بمشاركة 78 دولة وأكثر من 40 هيئة ومنظمة دولية.
ويؤكد انعقاد المؤتمر في البلاد للمرة الثالثة أن مسيرة الكويت الانسانية مستمرة في كل الظروف والازمات حيث لم تقف اي اعتبارات سواء في الماضي أو الحاضر حائلا دون مد يد المساعدة للمحتاجين والمنكوبين في العالم وهذا ما أكده اطلاق الامم المتحدة في التاسع من سبتمبر 2014 على سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح تسمية (قائد للعمل الانساني) وتسمية الكويت (مركزا للعمل الانساني).
ويتسق هذا المؤتمر الخاص بدعم الوضع الانساني في سوريا مع مبادئ الأمم المتحدة الدولية في حفظ الأمن والسلم الدوليين والرسالة الانسانية السامية للكويت في مساعدة المنكوبين من الكوارث الطبيعية او من صنع الانسان، حيث يعيش قرابة 2ر12 مليون سوري بين مشرد ونازح في داخل سوريا وخارجها أوضاعا انسانية كارثية إثر الأزمة التي تعيشها بلادهم منذ 15 مارس 2011.
واستضافت الكويت المؤتمرين الدوليين الاول والثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا في شهر يناير من عامي 2013 و 2014 وبلغت قيمة التعهدات المقدمة من الدول المشاركة في الاول نحو 5ر1 مليار دولار منها 300 مليون دولار من دولة الكويت وارتفعت قيمة التعهدات في الثاني الى 4ر2 مليار دولار منها 500 مليون دولار قدمتها الكويت.
وعن موافقة الكويت استضافة المؤتمر الثالث أعرب عدد من المسؤولين في مكتب الأمم المتحدة لدى الكويت عن تقديرهم للدور الانساني المتميز الذي تقوم به الكويت في تخفيف معاناة الشعب السوري مشيدين بدعم الكويت ومساندتها اللامحدودة لجهود المنظمات الدولية في هذا الصدد علاوة على دورها في اغاثة ومساعدة المنكوبين والمحتاجين نتيجة الكوارث والنزاعات في مختلف أنحاء العالم.
وأشار هؤلاء المسؤولون في تصريحات متفرقة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) الى جهود المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة ومشاريع منظماتهم داخل سوريا وخارجها لتخفيف معاناة الشعب السوري الشقيق واعانة المجتمعات التي تستضيف اللاجئين منهم.
وقال المنسق المقيم للأمم المتحدة والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي في الكويت الدكتور مبشر شيخ في تصريح ل(كونا) “لم أر أي دولة تستضيف ثلاثة مؤتمرات متتالية بهذا الحجم الكبير لدعم قضية انسانية” مشيدا بدعم بدولة الكويت قيادة وحكومة وشعبا لملايين السوريين خلال الازمة.
وأثنى شيخ على دور سمو أمير دولة الكويت “والذي يعد قدوة علينا جميعا الاحتذاء به لقيادته الانسانية والدعم الذي اظهره خلال السنوات الماضية في القضايا الانسانية لاسيما لرعايته استضافة المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا للسنة الثالثة على التوالي ليقيني بمدى صعوبة تنظيم مثل هذه المؤتمرات”.
وأوضح أن الازمة السورية دخلت عامها الخامس وخلفت حتى الان ما يقارب 12 مليون شخص متضرر منهم أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ في الدول المجاورة وهي الاردن ولبنان والعراق وتركيا ومصر وثمانية ملايين نازح داخل سوريا جميعهم بحاجة ماسة الى الغذاء والماء والاحتياجات الاساسية للحياة.
وذكر أن المؤتمر يعد منصة للامم المتحدة وجميع المنظمات المدنية والخيرية لتقديم الاحتياجات الاساسية للسوريين المتضررين من الازمة والتأكيد على ضرورة ايجاد حل سياسي سريع “باعتباره الحل الوحيد لانهائها” مشيرا الى جهود امين عام الامم المتحدة بان كي مون للوصول الى حل جذري يلبي تطلعات الشعب السوري.
وردا على سؤال حول ابرز المساعدات والمشاريع التي قدمتها الامم المتحدة للنازحين واللاجئين داخل وخارج سوريا بين المسؤول الاممي أن التحدي الاول امام جهود الامم المتحدة الاغاثية هو توفير بيئة امنة ومستقرة بعيدا عن مناطق النزاع للنازحين داخل سوريا.
واوضح ان التحدي الاخر كان هو مساعدة اللاجئين في الدول المجاورة لسوريا “التي لا تملك الامكانيات الكافية لاستيعاب هذا العدد من اللاجئين” مشيرا الى قيام منظمات وهيئات الامم المتحدة بتوفير الملاجئ الامنة والغذاء والماء والخدمات الطبية والتعليمية “على الرغم ان الاحتياجات والمتطلبات اكثر بكثير من الامكانيات المقدمة”.
وذكر ان البرنامج الانمائي للامم المتحدة ركز خلال السنوات الماضية على دمج اللاجئين السوريين في المجتمعات المضيفة لهم الى جانب النظر في احتياجاتهم الانسانية علاوة على تنمية عدة قطاعات كالبنية التحتية وانشاء مدارس ومستشفيات جيدة مشيرا الى قيام عدة هيئات تابعة للامم المتحدة تعمل سويا او مع هيئات المجتمع الدولي الخيرية لتقديم تلك الخدمات وتغطية نفقاتها.
وردا على سؤال حول المبالغ المتوقع تحصيلها من مؤتمر المانحين الثالث في الكويت قال شيخ ان اجتماع المانحين الذي عقد في المانيا في ديسمبر الماضي ناشدت الامم المتحدة بتوفير 4ر8 مليار دولار لتمويل مساعدات تشمل مشروعات انمائية داخل سوريا وفي الدول المجاورة مضيفا انه “لا يتعين جمع المبلغ كاملا في مؤتمر المانحين في الكويت”.