الحمود: إرث “فيلكا” الانساني امتداد للكويت وحضارتها
قال وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح اليوم ان جزيرة (فيلكا) تحتوي على إرث وحضارة انسانية تاريخية امتدت اكثر من سبعة آلاف سنة لتكون دليلا على امتداد الكويت وحضارتها وانسانيتها.
وأكد الشيخ سلمان الحمود في تصريح للصحافيين اليوم خلال جولة تفقدية للمواقع المرشحة على قائمة التراث العالمي وزيارة بعثات التنقيب الأثرية في جزيرة (فيلكا) ان المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يبذل جهودا كبيرة لحفظ التراث المادي واللامادي بشكل علمي بالتنسيق مع عدد من المختصين والمراكز العلمية في العالم.
واضاف ان جهود دولة الكويت مستمرة منذ اكتشاف أول أثر في عام 1937 في الدفع والاهتمام بالتراث حيث صدر قانون عام 1960 والذي يعتبر الأول بالمنطقة وحرصت من خلاله الدولة على حفظ هذا التراث والاعتناء به كما ان منظمة الأمم المتحدة ومنظماتها الفرعية خاصة (يونيسكو) عملت بشكل مستمر وقدمت كل الدعم والمساندة لدولة الكويت.
وبين أن هذه الجهود بدأت منذ عام 1957 من خلال اول بعثة استكشافية من الدنمارك حيث تم اكتشاف العديد من الاثار التي تعود الى ما قبل الميلاد لأكثر من ثلاثة آلاف عام ثم استمرت الاكتشافات “لنجد اليوم في جزيرة (فيلكا) العديد من المواقع تحت الاستكشاف والعديد من الاثار التي تعتبر ممتدة لحضارات عديدة”.
وذكر أن جزيرة (فيلكا) كانت ممرا بحريا مهما للحركة التجارية النشيطة التي كانت تربط بلاد ما وراء النهرين مع الحضارات الموجودة على امتداد الخليج العربي والتي استمرت الى العصر الاسلامي التي تحوي الجزيرة ما يزيد عن 23 موقعا من آثاره.
وبين أن الهدف الأساسي من الحفاظ على هذه الاثار هو ابرازها للمجتمع لإعطاء رسالة واضحة على حرص الكويت واهتمامها بالتراث الانساني ودعمها لكل الجهود العالمية في الحفاظ على هذا التراث لما يمثله من قيمة انسانية يجب المحافظة عليها من أجل أجيالنا القادمة.
واضاف “اننا نقوم بتسليط الضوء اعلاميا على هذه المواقع الأثرية الهامة وخاصة ان المجلس الوطني وضع ضمن خطته قريبا انشاء متحف في الجزيرة والعمل على تقديم تسهيلات تخدم السياحة الثقافية وتسهل للجمهور الوصول والاطلاع على الحضارة وتاريخها بشكل مستمر”.
وثمن جهود قياديي وعاملي المجلس المتفانية لحفظ هذا التراث وهذه الاثار وتعزيز الجانبين الاعلامي والتثقيفي على مستوى المؤسسات التعليمية من خلال الخطة الموضوعة لإشراك المدارس والجامعات والوفود لزيارة الجزيرة واستطلاع هذه المواقع الأثرية الهامة.
واوضح الشيخ سلمان الحمود ان الحكومة حرصت كل الحرص على تطوير السياحة حيث صدر مؤخرا قرارا لمجلس الوزراء بنقل قطاع السياحة الى وزارة الاعلام ضمن رؤية واستراتيجية لتطوير النشاط السياحي على مستوى الدولة وسوف يعتمد على مرتكزين أساسيين هما السياحة العائلية والسياحة الثقافية من خلال الاثار والمتاحف والمراكز الثقافية والفنية.
وبين ان الكويت تمتلك تاريخا فنيا وثقافيا كبيرا بالإضافة لهذه الآثار التي تعد مزيجا لحضارات عديدة ونعمل على تطوير مفهوم السياحة بشكل عام ووضع رؤية متطورة ملموسة تخدم هذا الجانب.
واضاف ان هناك توجها ودراسات من قبل الحكومة لتفعيل الجانب السياحي وتنشيط السياحة الداخلية مشيرا الى أن جزيرة (فيلكا) تمتلك كل الامكانيات بأن تكون موقعا سياحيا متقدما للكويت ولدول مجلس التعاون آملا أن تكرس الجهود لتحقيق هذه الرؤية بشكل يحقق تطلعات الجميع.
وقال ان وضع جزيرة (فيلكا) على قائمة التراث العالمي له متطلبات واشتراطات مهمة يعكف المجلس الوطني على تحقيقها لتفعيل جانب التوثيق والتسجيل على قائمة التراث العالمي الانساني متمنيا أن يكون هناك صدى سريع في (فيلكا) من خلال استكمال كل المتطلبات والسندات والمعايير المطلوبة لما تملكه الجزيرة من مؤهلات لأن تكون نقطة مهمة في التراث العالمي بما تحويه من تاريخ وحضارات قديمة مرت عليها.
وذكر الشيخ سلمان الحمود انه تم انشاء لجنة وطنية تقوم بجهود مهمة بربط كل المتطلبات المؤسسية داخل الكويت من أجل تسجيل التراث المادي واللامادي في قائمة التراث العالمي الانساني.
من جانبه قال الأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف في المجلس شهاب عبدالحميد الشهاب في تصريح مماثل إن هذه الزيارة على قدر كبير من الأهمية كونها أول زيارة لوزير الى المواقع الأثرية ما يدل على حرصه على ضرورة الحفاظ على التراث الثقافي كجزء من الهوية الوطنية وذاكرة المجتمع.
وبين الشهاب ان الزيارة كانت لعدد من المواقع الأثرية في جزيرة (فيلكا) تعود الى عام 1900 قبل الميلاد وكذلك مواقع تعود الى عام 280 قبل الميلاد مشيرا الى أن الجزيرة تحوي تسلسلا حضاريا يمتد منذ عام 2200 قبل الميلاد.
وأكد أن أهمية (فيلكا) تكمن في كونها تمثل حوارا ثقافيا فيما بين الحضارات لمدة 4000 سنة موضحا أن المجلس الوطني يحاول كتابة الخطوط العامة لتاريخ الجزيرة وعلاقتها مع الحضارات المجاورة لها وذلك لصعوبة الوصول الى التفاصيل الدقيقة فيه.
وأعرب عن أمله في توضيح الغموض الذي شاب الفترات التاريخية في (فيلكا) من خلال المواسم القادمة وتنفيذ برنامج اعادة دراسة ما تم اكتشافه في السابق للتأكد من المعلومات لما تشهده أعمال التنقيب الأثري من نهضة في منطقة الخليج العربي من أجل الوصول الى أقرب نقطة من التاريخ في تلك الفترة.
وذكر الشهاب أن الكويت تعد أول دولة تمتلك برنامج (الآثار المغمورة في المياه) بالتعاون مع فريق بولندي مختص مبينا أن من ضمن أطروحات دولة الكويت في منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) أن الاثار المغمورة في المياه لابد أن ترتبط في مستوطنات لأنها تمثل النشاط البشري حيث “بدأنا نرصد ذلك ونقوم بعمل مسح وخريطة لجميع الآثار المغمورة في المياه حول جزيرة (فيلكا)”.
وتعد جزيرة (فيلكا) ثاني أكبر الجزر الكويتية وتقع الى الشمال الشرقي من مدينة الكويت وتبعد عنها 20 كم وذات موقع استراتيجي على طريق الملاحة الاقليمي والدولي.
وتحوي (فيلكا) موانئ طبيعية تساعد على رسو السفن وتملك وفرة في المياه وذات أرض خصبة صالحة للزراعة ما ساعد على قيام حضارة متميزة فيها منذ نهاية الألف الثالث قبل الميلاد.