علينا أن نتغير
تعرفون «الحماة» أم الزوج أو أم الزوجة في اﻷفلام المصرية، التي ﻻ يعجبها العجب وﻻ الصيام في رجب، وغالبا ما تقلب شفتيها أو تمصمصهما تعبيرا عن اﻻستياء أو اﻻستهزاء أو الغضب أو أي كان من مشاعر سلبية تجاه تصرف بدر من زوجة اﻻبن أو زوج اابنة لم يلق هوى في نفسها، نحن الكويتيين خاصة اﻹناث منا صرنا مثل تلك الحماة اﻻ من رحم الله.نحن الكويتيات ﻻ يعجبنا العجب وﻻ الصيام في رجب، وكل شيء عندنا قابل للنقد، استحق اﻷمر أم لم يستحق.نحن الكويتيات اذا رأينا واحدة مهتمة بنفسها وعلى سنجة عشرة علقنا قائلات: مصيبة تصيبها زقطة بلقطة ما نشوفها اﻻ كاشخة ومتزهلقة، وما همها غير نفسها خلف الله علينا اللي يا الله ولبنا بيتنا وعيالنا، أما اذا رأينا واحدة مهملة لنفسها، ﻻ تهتم بلبسها وﻻ تضع مكياجا علقنا بالقول: شهالمرة الداثرة، شهالمغبرة.هاذي ما تروح مناسبات.ما تشوف فضائيات.ما سمعت عن شي اسمه موضة وأزياء وصالونات، وحتى اذا ما سمعت وﻻ شافت، ما عندها منظرة في البيت تطل فيها وتشوف قيفتها الحمدلله والشكر.اشدعوة، شنو الوقت اللي بتاخذه لو اهتمت بنفسها شوية.ما تدري ان الله جميل يحب الجمال.احنا الكويتيات اذا انعزمنا عند أحد وشفنا طاولة الطعام مليانة وعليها أصناف كثيرة ومنوعة قلنا: وي حرام نعمة الله منو بياكل هذا كله.ترى هذا مو كرم هذا اسراف خاصة انه بينقط، بعدين جذي تنسد نفوسنا ﻷنا ما نعرف شناكل، أما اذا كانت العزومة بسيطة، والطعام قليل واﻷطباق محدودة علقنا باستياء: قطيعة شهالبخل، أكو أحد يعزم الناس وما يحط طاولة طويلة عريضة تحجي من اللي عليها.بصراحة اللي بيعزم يعزم عدل واﻻ ماله داعي.خل اتيي وتشوف احنا شنحط لي سوينا عزيمة.
احنا الكويتيات اذا شاهدنا فكرة جديدة تتعلق بناحية اجتماعية ما (آخرها المشهد الذي انتشر حول ايصال دزة لبيت عروس بالحنطور) لوينا شفاهنا ساخرات وقلنا: شهالفنتق.شهالعبو.من متى الكويتيين يسوون جذي.دزة بحنطور!
بصراحة هذا مو سلكنا.أبد مو سلكنا.، ولو ان ذلك المشهد جاء من بلد آخر غير بلدنا ﻷحبوه واستحسنوه وتساءلوا عما يمنع نقله الينا وتطبيقه عندنا.
هذه اﻷمثلة الثلاثة تظهر بعض تناقضاتنا نحن الكويتيات التي أتمنى ان نجد علاجا لها، كما أرجو ان تكون نظرتنا للأمور أقل تعقيدا، وأن ﻻ نجعل همنا البحث عن السلبيات لسبب واحد بسيط، اش لنا باﻷذية.
عزيزة المفرج