مضاد حيوي أولاً..
التعليم الرديء هو سبب الازمات وعلة تخلف المجتمعات وفشلها، وهو في الوقت نفسه المفتاح الذي يشرع ابواب التطور في كل المجالات والاتجاهات.
وتحت عنوان «ام العلل»، كتب الكاتب المميز عبدالرحمن الراشد قبل فترة: ان التعليم الرديء أسوأ من الامية، لانه يوهم بالقدرة، وهو عاجز ويصبح مصدرا لنشر الامراض الاجتماعية بما فيها العنف والتطرف.
التعليم الرديء يدخل سموما الى المجتمع، من شأنها ان تقضي عليه مع الوقت من دون ان يشعر، اذا لم يتم تدارك الموضوع والبدء بالعلاجات، التي تبدأ غالبا بالعلاج السريع المتمثل بالمضاد الحيوي، ثم علاج طويل المدى يتمثل بتعديل الخلل والقضاء على المرض بالفيتامينات والتغذية الصحيحة، والامتناع عن تناول كل ما يساعد على استفحال المرض، اي قطع مصادر الامداد له.
دولة الكويت، وانطلاقا من مبدأ ان تصل متأخرا خير من ألا تبدأ، وقعت مع البنك الدولي، ممثلة بالمركز الوطني لتطوير التعليم ووزارة التربية، قبل ايام اتفاقية برنامج التعاون الفني للتعليم، التي ستساهم (حسب ما ذكر) في تنفيذ معظم البرامج التي تندرج تحت «البرنامج المتكامل لتطوير التعليم بالكويت»، في اطار الخطة الانمائية لوزارة التربية.
وحسب ما يفترض وما نشر على لسان رئيس المركز الوطني، د. رضا الخياط، ان من شأن هذه الاتفاقية احداث نقلة نوعية في جودة التعليم بالكويت بكل جوانبه، من حيث تطوير المناهج وكفاءة التعليم والقيادة المدرسية وكفاءة نظام التعليم.
لابد من التركيز ايضا على الجانب السلوكي للطالب، واعادة الاحترام في كل تعاملاته مع المحيط به، واحترام القانون وكل افراد المجتمع في كل مكان، اضافة لتطوير الجانب التعليمي المهني.
في الكويت بتنا اليوم نفتقد السلوك الراقي بين افراد المجتمع، نفتقد سلوكيات احترام الصغير للكبير، وكيفية التحدث والانتقاد، كيف نكون احرارا من دون ان نؤذي الاخرين، كيف نحترم القانون، كيف نتسامح، وكيف نتخاطب، وكيف وكيف وكيف.
عندما نسأل انفسنا: لماذا احتجنا الى توقيع هذا الاتفاق؟ وكيف اكتشفنا رداءة التعليم؟ ولماذا حرصنا على تعديل الموضوع؟ لا شك اننا سنعرف اولويات تطوير التعليم ونبدأ بها فورا.
اتمنى من كل قلبي ان يتضمن البرنامح المتابعة للتعرف على كفاءة النتائج، لا ان تصرف كل هذه الاموال على امور جانبية لا اهمية لها مقارنة بالاهداف الاساسية.
وكما كتب الراشد انه شعر بالفرحة وخيبة الامل، عندما وزع مخططو التعليم بالسعودية الثمانين مليار ريال، التي خصصها الملك عبدالله رحمه الله لتطوير التعليم، حيث قرروا انفاق معظمها على عقارات ومكافآت.
إقبال الأحمد
Iqbalalahmed0@yahoo.com
Iqbalalahmed0@gmail.com