هم أقوى منكم.. نقطة
اذا أردنا ان نكون طيبين وحسني الظن قلنا ان الدولة ﻻ ترغب في تحجيم قوتهم ووضع حد لسيطرتهم، واذا أردنا ان نكون أشرارا وسيئي ظن قلنا انها مسكينة ﻻ حول لها وﻻ قوة، وان يديها مغلولتان، مقيدتان بالسلاسل أمام جبروتهم، وانها عاجزة أمامهم، والواقع والمشهد العام لما يحدث يجبرانا على ذلك التفكير.حين أمسك الشيخ محمد الخالد بحقيبة وزارة اﻷوقاف – احدى خزائن المال العام في الدولة – وبدأ باتخاذ قرارات واجراءات واضحة لتخليصها من القبضة الحديدية لمجموعة من جماعة الاخوان المسلمين، استبشرنا خيرا على الرغم من علمنا بجسامة المهمة، فلا أحد يجهل ان تلك الوزارة مكتظة بأتباع حسن البنا وسيد قطب من الكويتيين والعرب، وقد تعاونوا فيما بينهم على ترتيب وتضبيط كل شيء خاصة اﻷمور المالية والادارية، واغلاق جميع الثغرات، واذا أراد باحث ان ينظر في ملفات البعض وأوراقهم أصيب بصداع وعوار رأس يجعله يترك تلك المهمة بالغة الصعوبة وان كانت غير مستحيلة.ذهب الشيخ محمد الخالد بعد فترة وجيزة، وخلفه المحامي يعقوب الصانع وساورنا الشك في ان يستطيع ان يفعل شيئا، وهو شك تحول الى يقين بعد حين، فاذا كان الشيخ لم يقدر على البعض فهل سيقدر عليهم شخص عادي من «ساير الناس»؟. ﻻ ننكر ان الصانع أصدر بعض القرارات ضد مصالح تلك الجماعة ولكن شيئاً ما حدث، وتوقف اﻷمر عند ذلك الحد، وبذلك يثبت اﻹخوان أنهم بالفعل جماعة لديهم من القوة والمنعة ما يجعل أمر تنحيتهم مهمة ﻻ يقدر عليها أي أحد، وعلينا ان نعترف بذلك، ومحاولة القصقصة ونتف الريش التي نجحت في اﻹمارات ﻻ تنجح في الكويت، وكلما جاء وزير أو مسؤول وحجمهم غادر المنصب بعد فترة قصيرة، تاركا الريش يعاود نموه ليعاودوا الطيران والتحليق كما يهوون، وكما يحب تنظيمهم ومرشدهم العام.أوضاع الوزارة آخذة في العودة تدريجيا الى ما كانت عليه قبل تسلم الشيخ محمد الخالد حقيبتها، واليد الطويلة للجماعة استطاعت ان تتخلص من مسؤول كانت له بصمة واضحة ودورا كبيرا في تخليص الوزارة من بعض عناصر اﻹخوان، والعناصر السابقة عادت لقواعدها وأمجادها، والانتقام من بعض الموظفين والموظفات الواقفين على الضفة اﻷخرى من غير المنتمين للجماعة، وتحويلهم للتحقيق عند الشؤون القانونية مستمر، وخطط تدوير المديرين توقفت، واﻷهم من ذلك كله ان المسؤول الكبير باق في منصبه، وزغردي يا انشراح.
عزيزة المفرج