مقالات

الجموح الشبابي والخطر

حلوين شبابنا الله يبارك فيهم ويخليهم، البعض منهم يقبضون من الدولة اعانة تساعدهم في دراستهم الجامعية فيصرفونها في المقاهي الفخمة معتمدين في الباقي على أهاليهم، والبعض يقضون في الفرفرة والقز في شوارع الحب والجلوس في المقاهي وقتا أطول مما يقضونه في البحث والمذاكرة في مكتبات الجامعة والكليات، ويمنعون صوتهم عن مرشح جيد ويمنحونه ﻵخر أقل كفاءة، ﻷن حسابات الطائفة أو القبيلة أو الحزب أعظم عند بعضهم من حسابات حسن اﻻختيار، وﻻ يحبوا ان يتعبوا أنفسهم في الحصول على الشهادات ويلجأ البعض منهم للطرق اﻷسهل من غش وشراء بحوث وتقديم خدمات لبعض اﻷساتذة بمقابل، ويكرهون تثقيف أنفسهم بالقراءة والمطالعة ويعشقون الماديات والمظاهر الكذابة، ومع ذلك كله ﻻ يريدون قانونا حكوميا ينظم الفوضى التي تنتج عن بعض اجتماعاتهم وانتخاباتهم الطلابية التي تصل أحيانا الى حد تبادل الضرب والشتائم، والتشابك باﻷيدي، و(التلسب بالعقل).شبابنا الجامعي منقسم بين 19 قائمة طلابية ومع ذلك ﻻ يرى البعض منهم في ذلك خطورة أو بأسا، وﻻ يشعرون بما يحمله ذلك من تهديد للترابط المجتمعي الكويتي.19 قائمة طلابية في بلد صغير، ولعدد محدود من الطلبة يستطيع أي متمعن ان يفهم ان هذا اﻷمر ﻻ يظهر توحدا وتآلفا اجتماعيا بقدر ما ينم عن تباعد وتنافر بين أبناء البلد الواحد، ومع ذلك يعتبرون اﻷمر عاديا وﻻ يرون فيه مشكلة، ولذلك اعترضوا كقوى طلابية على اﻻقتراح الذي وافقت عليه اللجنة التشريعية بمجلس اﻷمة الخاص بتنظيم اتحاد الطلبة، فالقانون يتضمن مواد يرونها تقيد حريتهم، وتمنعهم من تناول القضايا السياسية المطروحة في المجتمع، ويعتبرون ذلك تكميما ﻷفواه الطلبة وهو أمر مرفوض بالنسبة لهم، ولكن ما هو اﻷهم بالنسبة لنا نحن باقي أفراد المجتمع، تنظيم العمل الطلابي أم تعريض البلد برمته للفوضى والدمار؟. معروف عند الشباب الجموح واﻻندفاع والحماس الشديد، واذا اقترن ذلك بقلة الوعي والعلم والخبرة، تعرض أمن الوطن للخطر، هذا ان جئنا للحق ونظرنا للموضوع بعين اﻹنصاف، ونحب ان نذكر البعض أنه في يوم من اﻷيام لجأ طلبة كويتيون ﻷعمال تفجير في الكويت، ولما كبروا ونضجوا واكتسبوا المزيد من الخبرة فهموا خطأ وخطورة ما كانوا يقومون به فغيروا منهجهم، وتحولوا الى مواطنين يدافعون بشدة عن الكويت ونظامها الحاكم في مختلف المحافل.طلبة الكويت عليهم اﻻنتباه لمستقبلهم والتركيز على تحصيل العلم في جامعاتهم ومعاهدهم وممارسة اﻷنشطة الطلابية التي تناسب أعمارهم ووضعهم، أما العمل السياسي فليتركوه ﻷهله، وبعد ان يتخرجوا ويتسلموا وظائفهم يحلها الحلال.

عزيزة المفرج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.