الله يعين أهل لبنان
اللبنانيون مساكين فعلاوة على 16 سنة حرب أكلت منهم اﻷخضر واليابس، والى جانب الظروف اﻻقتصادية الصعبة للبنان، ومع التعامل المستمر بين بعض الفصائل بسلاح المفخخات والتفجيرات، يأتي حزب الله ليكمل المشهد المأساوي. اخوتنا اللبنانيون غاصون بذلك الحزب المسلح كما يغص الواحد بعظمة أو بشوكة وقفت مستعرضة ببلعومه، فلا هي تنزل الى المعدة فتريح، وﻻ هي تخرج الى الخارج فتستريح. حزب الله اﻹيراني هذا يأبى ان يكون أحد أركان الدولة اللبنانية، ويرفض التعاون مع باقي مكونات المجتمع اللبناني لرغبته في ان يكون الكل في الكل، ولذلك تجده مشكلا حكومة وحده، ويريد ان يفرض هيمنة كاملة على مصير جميع اللبنانيين، ومن يرفض يرعبه باﻷسلحة ويخوفه باﻻغتيال، وهو من السوء بحيث عطل جميع محاوﻻت استكمال شكل الدولة بانتخاب رئيس للجمهورية لرغبته في ان يكون الرئيس من المؤيدين له. السيد حسن نصر الله يعطي الدليل بعد اﻵخر بأنه يكيل بمكيالين، فالوضع في مصر وليبيا وتونس كان بالنسبة له ثورة شعوب أما في سورية فهو مؤامرة دولية، والرؤساء مثل معمر القذافي طغاة مستبدون يجب الخروج عليهم، أما بشار اﻷسد فمناضل عروبي يجب تأييده والوقوف الى جواره، والصور واﻷفلام التي تعرضها الفضائيات عن اﻷحداث داخل مصر أو ليبيا أو البحرين حقيقية ﻻ يجب الشك فيها، أما ما يعرض عن الداخل السوري من قتل وبراميل متفجرة تنزل كل يوم على رؤوس اﻷبرياء فمعلومات يجب التثبت والتحقق منها. عنده دخول درع الجزيرة ﻹخماد تظاهرات المخربين في البحرين جريمة نكراء يجب الوقوف بوجهها، أما دخول مقاتلين من حزبه الى حلب وحمص والزبداني لقتل أهلها، ودخولهم العراق لسحق المعترضين على سياسة الحكومة الطائفية، وكذلك تدخله في البحرين لزعزعة الأمن والاستقرار فيها فمقبول وﻻ تثريب عليه. السيد شحذ سكينه وخرج في لقاء يهاجم المملكة العربية السعودية ﻷنها هبت مع شقيقاتها الخليجيات يدافعون عن وجودهم ضد أصابع ايران في جنوب جزيرة العرب، بهدف ضم اليمن الى نطاق سيطرتها لتصطف صنعاء الى جوار بغداد وبيروت ودمشق التي تحولت الى مدن ايرانية تمهيدا ﻹحياء امبراطورية قورش، الشر بره وبعيد. نسي حسن نصر الله المليارات من الدوﻻرات سواء مساعدات أو استثمارات التي دفعتها دول الخليج طوال سنوات من أجل اعانة لبنان على ظروفه الصعبة، ونسي عشرات اﻵﻻف من اللبنانيين الذين يعملون في دول الخليج بمختلف الوظائف، ولم يهمه اﻻ حلم ايران الذي تحطمه عاصفة الحزم. سيد حسن ما عندنا لك اﻻ رسالة واحدة، اتق الله في نفسك فوراءك حساب وعقاب.
عزيزة المفرج