مقالات

“صندوق حزة حاضر”… مرة أخرى!

صالح الغنام

“لقد أثبتت تجربة غزو العراق للكويت, وبالدليل القاطع, فشل فكرة استمالة الدول بالمساعدات والمنح والهبات والعطايا والقروض الميسرة. فأكبر مدين للكويت هو من غزا الكويت, وأكثر الدول استفادة من خيرات الكويت, هي تلك التي وقفت ضدها, ومعظم من ساند الكويت, وضع شروطا مالية قاسية, مقابل الانضمام لقوات التحالف, أو الاكتفاء بدعم قضية الكويت سياسيا وديبلوماسيا… ونظرا الى كل ما سبق, أظن أنه آن الأوان للتفكير جديا بإلغاء الصندوق الكويتي للتنمية, وإنشاء صندوق بديل عنه يطلق عليه اسم: “صندوق حزة حاضر”, تُوكل إليه مهمة التفاوض مع الدول لشراء مواقفها عند الحاجة فقط, وبمبلغ مقطوع… وصلى الله وبارك”.
الفقرة أعلاه, اقتطفتها من مقالة كتبتها قبل نحو تسع سنوات وكانت بعنوان “صندوق حزة حاضر”. وطالبت فيها, بالتفريق بين المساعدات الإنسانية, وهي التي ينبغي ألا نتوانى أو نتأخر – رسميا وشعبيا – عن تقديمها لكل محتاج ومستحق, وبين المنح والعطايا والهبات والقروض الميسرة الميئوس من تحصيلها, والتي تذهب هدرا, ولا تنفع الكويت أو تسعفها وقت الحاجة. ولأن هذا الكلام ينطبق حرفيا على جميع دول الخليج العربي, التي تنظر اليها غالبية دول العالم – الشقيقة والصديقة – على أنها ليست سوى حصالة مستباحة, أو جهاز صرف آلي “ATM” تُغرف منه الأموال بلا سبب وبغير حساب. لذلك, فإنني أعيد بث رأيي القديم, وأرى بضرورة تغيير أنظمة الخليج عاداتها السيئة بمنح الأموال لكل من هب ودب, وكيف ما اتفق, وفي أي وقت.
من المهم لدول الخليج, أن تعتمد سياسة جديدة في تقديم المساعدات المالية, وأن تربط ذلك, بمصالحها القومية, على أن يكون ذلك, وقت الحاجة فقط. وكما أسلفت, تقديم الأموال يجب أن يكون بمقابل, والمقابل هو دعم دول الخليج عسكريا أو سياسيا أو في أي قضية, ولكل موقف ثمنه. هكذا يجب أن تدار الأمور, وكنت سأقترح إنشاء صندوق موحد لتقديم المساعدات المالية باسم دول الخليج جميعا, بدلا من أن تستغل بعض الدول تعدد الكيانات في إقليمنا, وتستنزف أموال كل دولة خليجية على حدة, وكي لا تزايد دول الخليج على بعضها في بعثرة الأموال بلا طائل. كنت سأقترح هذا, ولكن الأهم الآن, هو اعتماد سياسة جديدة لتقديم المساعدات المالية. ولعل ما يعزز هذا الرأي ويؤكد صوابه, خذلان باكستان, وتبني لبنان لإساءات نصرالله ببث خطابه عبر تلفزيون الدولة الرسمي!

salehpen@hotmail.com

* صالح الغنام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.