مقالات

يبدو أن الدور علينا

السودان done، العراق done، ليبيا done، سوريا done، فجميع تلك الدول تشظت وتقسمت أو في الطريق لذلك، ومصر كادت ولكنها فلتت حتى حين، وخريطة الشرق الأوسط الجديد التي بشرت بها كونداليزا رايس وزيرة خارجية أمريكا السابقة جار تنفيذها على اﻷرض، والجهود في هذا الشأن ماضية على قدم وساق، والخليج ودوله هي المتبقية ﻹكمال مخطط حماية أمن إسرائيل، وها هي تدخل في حرب وجود ضد أطماع فارسية كانت وﻻ تزال موجودة، تلاقت مع خطط أمريكية ترغب في تقسيم وتفتيت المنطقة بما يخدم الغرب ومصالحه ومصالح ربيبته.
على صفحات جريدة نيويورك تايمز فرش لنا أوباما كروته وكان صريحا فقال إن إيران ﻻ تمثل تهديدا لبلادنا، والتهديد عندنا داخلي مصدره مجموعة الشباب العاطلين الغاضبين، ويبدو أن الرك على مظلومية الشعوب الخليجية هي الوسيلة لزعزعة اﻷمن في الخليج.
أوباما ﻻ يعرف أن شباب الخليج يعيشون بأفضل حال، وظروفهم المادية ﻻ تقارن بظروف نظرائهم في دول كثيرة من بينها أمريكا نفسها، فالبطالة في الخليج ليست بنسبة البطالة في أمريكا، وبينما يوجد جياع وهوملس في أمريكا يعيشون في بيوت من كراتين تحت الجسور، نجد الوضع في دول الخليج أفضل من ذلك بكثير، بالتالي ﻻ داعي لتأليب الشباب الخليجي على أنظمته الحاكمة ﻷنها خطة فاشلة.
حتى اللجوء لقضية حرية التعبير عن الرأى وعدم جواز قمعه، أمريكا بعظمتها فعلت ذلك بعد 9/11 وﻻ تزال، وها هي تقبض على الشباب اﻷمريكي الذين يتجاوزون الحدود في المظاهرات، وتسجيلات كثيرة من داخل أمريكا تثبت ذلك، فهل يحق ﻷمريكا وغيرها المحافظة على أمنها وﻻ يحق لدولنا أن تفعل ذلك مع من يخرج على النظام العام فيها ؟ نأتي للأهم وهو أنه بعد كل ما حدث ويحدث في إقليمنا يبدو المستقبل مخيفا بالنسبة لنا، وعلينا أن نتأهب نحن أهل جزيرة العرب للوقوف أمام أي محاوﻻت لتمزيق دولنا، وهدم وحدتنا، وشق صفوفنا.
البترول انخفض سعره وربما صار برخص التراب مع عودة إيران لضخ 5 ملايين برميل في السوق، وأتباع إيران يتحركون بسهولة في المنطقة، وخطط تفتيت المنطقة وتمزيقها إلى جماعات طائفية وعرقية لم تعد سرا، والحليفة الكبرى الوﻻيات المتحدة ﻻ عهد لها، وتطميناتها لنا بأنها ستدافع عنا وقت اللزوم ﻻ يجب الركون إليها، فالسياسة متقلبة حسب المصالح، بالتالي لن يحفظنا ويحمينا إﻻ وحدتنا واﻻنتباه جيدا لما يحاك لنا، ولذلك علينا أﻻ ننسى بيت الشعر الخالد:
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا
وإذا افترقن تكسرت آحادا

حفظ الله بلادنا وأهلنا من كل سوء.

عزيزة المفرج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.