مقالات

تراهم ملحكم لي خستوا

حين يتحدث أي مسؤول عن الشباب، وتشجيع الشباب، واﻷخذ بيد الشباب، وتدريب الشباب، ويكرر المسؤولون القول ان الشباب هم عماد المستقبل، تعتقد لوهلة ان هذا الكلام صحيح، وأن المسؤولين بالفعل مؤمنون بالشباب ويهتمون بهم، وتأتي للواقع فيصدمك، وتتساءل أين كل ذلك الكلام عن الشباب ودورهم في بناء الدولة؟ هؤﻻء الشباب يتخرجون في الجامعات والكليات وكلهم أمل بممارسة ما درسوه وتخصصوا فيه، فيمنعون من ذلك بداعي عدم توفر الخبرة عندهم، ويصل اﻷمر ببعض اﻹدارات الى حد الطلب من هؤﻻء الشباب البقاء في منازلهم لعدم الحاجة لهم أوﻻ، ولعدم وجود غرف أو مكاتب لهم ثانيا متسببين لهم باحباط ﻻ حد له، خاصة ان الخبرة كما هو معروف ﻻ تكتسب بالبقاء في البيوت وتكبير الوسائد انما بالعمل الدؤوب، ومخالطة ذوي الخبرة، والتعلم عن طريق الوقوع في الاخطاء. المهم ان تلك الطريقة في التعامل مع شباب وشابات الكويت لن يكون فيها الخير للبلد، وتذكروا جيدا عام 90 حين غادر الكل الى بلاده، ولم ينفع الكويت اﻻ أبناؤها البررة. أكتب هذا وأنا أرى ابنة أخت لي تخصصت في برمجة الكمبيوتر، وفاز مشروعها الجامعي للتخرج بالمركز الأول، وفي أول يوم دوام لها تعطى بطاقات مدنية لتصويرها، وهي مهمة يستطيع ان يقوم بها فراش وليست فتاة كويتية متفوقة في مجال تخصصها، بالتالي نقول لكم أيها المسؤولون يكفي تحطيما لهؤﻻء الشباب، وتعلموا ان تستفيدوا من طاقتهم من ناحية، وأن تعتمدوا على حماسهم من ناحية ثانية فهم بالفعل مستقبل الكويت وليس أنتم فساعدوهم في اكتساب الخبرة، وﻻ تكونوا حجر عثرة في طريقهم. أنتم يا سادة مستمرون في ارتكاب نفس الخطأ وهو اﻹصرار على اﻻعتماد على الوافدين حتى لو كان عندكم شباب خريج ومتعلم تعليما عاليا أفضل حتى من تعليم بعض الوافدين الذين تصرون وتحرصون على وجودهم في اداراتكم. ابنتنا المتفوقة وجدت حلاً مؤقتا تشغل فيه وقتها الثمين بالدخول في دورات تكسب منها المزيد من العلم والمعرفة، ولكن ماذا عن أماكن عمل ﻻ تقدم دورات تدريبية لموظفيها. أعتقد ان المهتم والحريص على العمل سيتصرف كما فعلت بنت أخرى من بناتنا شعرت بأن طاقتها تستنفد في الجلوس بلا عمل فلم تتحمل أكثر من شهرين، وقدمت استقالتها للبحث عن وظيفة أخرى تحترم الخريج وشهادته، ورغبته في العمل. الشباب طاقة هائلة وجبارة، والحكومات الذكية هي من تقوم بتشغيلهم بشكل جدي، واﻻستفادة من حماسهم وطاقتهم بدﻻ من تركهم لفراغ يجعلهم يتفرغون لها وينشغلون بها وعليها، أو ينحرفون ﻷمور ضارة بهم وبالمجتمع وبالدولة ككل، ولذلك نطلب منكم ان تحذو حذو اﻹمارات التي تعتمد اعتمادا كبيرا على أبنائها وبناتها في جميع مشاريعها، ويضعونهم في الصدارة ويقدمونهم على غيرهم، اﻻ ان كانوا عيالنا مو بالعين شي.

عزيزة المفرج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.