مقالات

هي تساؤلات…!

صالح الغنام

الآن, والمجتمع يمر بأخطر مرحلة من مراحل الاستسلام والضعف والشعور بعدم الأمان. والبلاد تعيش أسوأ حقبة سياسية منذ عهد الاستقلال. الآن, ونحن في كنف حكومة لا تحكم ولا تشكم, لا تحل ولا تربط, لا تنجز ولا تعمل, وبرلمان, لا يهش ولا ينش, لا يقدم ولا يؤخر, لا هو يمثل الأمة, ولا الأمة تحفل به. الآن, وبعد هذا كله, ألا يحق لنا أن نتساءل بهمس وحذر وخوف: هل هذا ما كنا نريده ونتمناه لأنفسنا ومجتمعنا؟
هل كان يدور في خلدنا عندما كنا نخوض كل تلك الصراعات والخلافات وجولات الضرب تحت الحزام والشد والجذب والتراشق, أننا كنا نريد الوصول إلى هذه النتيجة؟ هل فعلا كان غرضنا من كل ما قمنا به, أن تنتهي الحال إلى تجيير مؤسسات الدولة, وترويض رجالاتها ليكونوا في خدمة وتحت إمرة شخصيات بعينها؟ هل فعلنا ذلك متعمدين, أم غرروا بنا وخدعونا حين غلفوا أهدافهم بقماش علم الكويت, وزينوها بصوت سناء الخراز وهي تصدح بأغانيها الوطنية؟
بلا شك, الظروف آنذاك, كانت تستوجب الوقوف بقوة ضد من أخلوا بأمن البلاد, وأرهبوا المجتمع بفوضويتهم, وطغوا بخصومتهم وفجروا ضد كل من هو ليس على رأيهم. ومع ذلك, فلم يكن أحد ليتخيل, أن البديل سيكون بما هو أسوأ. نقول هذا, مع اعتراف تام, بأنه لم يكن بأيدي الناس اختيار البديل, أو حتى التفكير فيه, فالهدف الأسمى, كان أمن الكويت واستقرارها وحفظ نظامها والذود عن أميرها وإعادة الهدوء إليها.
ذاك كان الهدف, وبحمد الله تعالى, عاد الهدوء إلى البلاد, ولكنه, لم يعد لوحده, بل عاد وسط موكب فخيم, على يمينه التجبر وعلى يساره التكبر. عاد برفقة طغيان مستتر يبز طغيان “الأغلبية” المكشوف. عاد ومعه خطر خفي يفوق خطر “الحراك” المعلن. عاد بمعية النرجسية وداء العظمة وتضخم الذات وعقدة ال¯ “أنا”. عاد بصحبة التسلط والنفوذ والتحكم والتوسع والسيطرة والاستبداد… فهل كان هذا هو الهدوء الذي ننشده؟
هي تساؤلات أطرحها عليكم… وكفى!

salehpen@hotmail.com

* صالح الغنام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.