مقالات

“التربية… الصحة… ومادري منو”!

صالح الغنام

منذ تواصلنا للمرة الأولى, أدركت أن الأخ العزيز الدكتور أمين معرفي, صاحب حس مرهف يسهل كسره ويصعب جبره, متى مس الكويت ما يشوه صورتها. وقبل أيام, هاتفني وكان في قمة الغضب, فقد ساقه القدر, للدخول إلى أحد الفصول الدراسية في ثانوية صالح شهاب بمنطقة مشرف, للإدلاء بصوته في انتخابات الجمعية التعاونية. وهناك, وجد أن أرضية الفصل اتشحت بالسواد لفرط قذارتها, واكتشف أن مقاعد الطلبة خاصة بتلاميذ المرحلة الابتدائية, ولا تتناسب مع أحجام طلبة الثانوية. ومع ذلك, لم يكن هذا ما أغاظ الدكتور أمين, إذ لا بأس في أن يتلقى أبناؤنا تعليمهم في مواقع أشبه بمكب النفايات, ولا مشكلة في أن تحدودب ظهورهم ويتعرضوا مبكرا لخطر الإصابة بمرض ال¯ “ديسك”. غير إن سبب الانفعال الحقيقي, كان لهول ما رآه من تسيب وإهمال وانعدام مسؤولية, تمثل بوجود أسلاك كهربائية عارية مدلدلة من مقابس كهربائية مكسورة, هي كفيلة بقتل كل كائن يمسها… ألم الدكتور أمين معرفي, كان مزدوجا. على بيئة التعليم في الكويت والحال المتردي الذي صارت عليه, وثانيا, لكون ذلك المرفق يحمل اسم أحد رجالاتها وعلم من أعلامها, ومع ذلك, لم يسلم من الإهمال والتسيب… من قلب وفم الدكتور أمين, ننقل الموضوع إلى عهدة الفاضل وكيل وزارة التربية الدكتور هيثم الأثري, الذي نسمع عنه كل خير.
***
قضى صديقي العزيز علي اليماني, جل عمره في مجال التدقيق ومراجعة الحسابات ورصد المخالفات وكشف التجاوزات, ولكنه بزياراته المتكررة لمستشفى الأمراض الصدرية لعيادة أحد المرضى, لم يكن بحاجة إطلاقا للاستعانة بموهبته المشهودة في البحث والتقصي, فقد كانت رائحة المجاري المنتشرة في أرجاء المستشفى, تزكم أنوف الزوار والمرضى حتى وهم داخل غرفهم. ولخفة ظل “بومشعل” قال معلقا: “يا أخي, لا نريد منهم القضاء على رائحة المجاري نهائيا, فهذا ترف لا نحلم به ولا نطمح إليه, وإنما نريد فقط, أن تعود الرائحة الكريهة إلى المستوى الذي كانت عليه قبل أسابيع”! ومنا إلى الفاضل وكيل وزارة الصحة, لتوجيه المعنيين بإعادة الرائحة الكريهة إلى سابق عهدها… وشكرا!
***
كتبت في العنوان “مادري منو” لأنني بالفعل أجهل الجهة المسؤولة عن سيارات الخرسانة الجاهزة, وما يتساقط منها من أسمنت تتقيأه في الشوارع والمنعطفات وأثناء وقوفها عند الإشارات الضوئية. وبإمكان الجهة المسؤولة, رصد قافلة سيارات الخرسانة الجاهزة, وهي تتسلل خلسة من مصانع الصليبية وتخترق منطقة النهضة السكنية, بقصد التحايل على فترات حظر مرور الشاحنات. ولكم أن تتخيلوا ما ألحقته هذه الشاحنات من أضرار ودمار وتلف وتخريب في شوارع المنطقة, وخصوصا عند إشارة المرور الواقعة بين الأندلس والنهضة, جراء أكوام الأسمنت المتساقط منها, والذي تحول إلى مطبات تعرقل السير… “إذا ما تقدرون عليهم, استسمحوهم على الأقل بعدم ملء الحاوية على آخرها بالإسمنت”!

salehpen@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.