مقالات

يا اللي فوق اهتموا باللي تحت

الطبقة ال high أو العليا من الموظفين من الوزراء والوكلاء والمديرين الذين عادة ما يداومون في مكاتب واسعة شرحة فاخرة التأثيث، ملحق بها حمام خاص، في أدوار عليا بعيدة عن اﻹزعاج والضجيج، ولديهم مصاعد مخصصة لهم ﻻ يستعملها أحد سواهم، وتزين مكاتبهم بوكيهات ورد تصل من محلات الزهور fresh يوميا، وأبوابهم مغلقة عليهم دائماً، والدخول عليه عسير ﻻ يتم اﻻ باذن عبر سكرتاريتهم وحجابهم، والحشيمة بلا حدود متوافرة لهم بالحل والترحال.
هؤﻻء الموظفون الكبار ﻻ ولن يشعروا بمعاناة غيرهم من موظفي الوزارة أو المؤسسة لسبب بسيط جدا وهو ان اللي ايه في الماي مو مثل اللي ايده في النار، وهي فعلا نار خاصة في صيفنا اللاهب.
في الكويت أماكن عمل قديمة ومتهالكة، ومن الواجب احالتها على الهدم واﻹزالة في أسرع وقت، واقامة مباني جديدة مكانها، احتراما ﻹنسانية الموظفين العاملين فيها، الذين يكفيهم سوءا ان يشتركوا بدورة مياه واحدة ذكور واناث، كالحال في مبنى حماية المستهلك التابع لوزارة التجارة الواقع في منطقة الجابرية.
هذا ليس كل شيء فيما يخص تلك المباني فحال أجهزة التكييف فيها ﻻ تختلف عن حال المبنى نفسه فهي أجهزة مستهلكة، تتعطل باستمرار، وﻻ يتم اصلاحها فورا، وﻻ حاجة لشرح حال الموظفين والمراجعين في صيف تبلغ درجة الحرارة فيه 50 درجة مئوية في الظل، والجماعة اللي فوق خبر خير.
لنترك الوزراء جانبا ﻻعتبارات متعددة خاصة بطبيعة عملهم، ولنتوجه باستفساراتنا للوكلاء والمديرين من واقع مسؤولياتهم، لماذا ﻻ تنزلون هداكم الله من عليائكم، وتتركون مكاتبكم اﻷنيقة بعض الوقت، وتأخذون لكم لفة بجميع اﻹدارات التابعة لكم من باب التغيير، والتعرف على المباني والموظفين العاملين فيها؟
لماذا ﻻ تكتشفون بأنفسكم ما يعانيه الموظفون العاملون فيها من ظروف ﻻ تساعد على العمل واﻹنجاز، فتعملون على حل مشكلاتهم، واصلاح ما يمكن اصلاحه من أمور؟
من ناحية أخرى، واذا لم يكن بأيدي هؤﻻء فعل شيء، فلماذا لا تكون هناك لجنة تابعة لمجلس الوزراء تقوم بحصر المباني الحكومية القديمة المتناثرة في جميع أرجاء الدولة تمهيدا لهدمها، واقامة مباني جديدة مكانها، وللعلم بعض تلك المباني الغرف فيها قليلة أو ضيقة ﻻ تتسع لمكاتب جديدة لموظفيها، ولذلك تداوم كل مجموعة على مكتب، أو يطلب من بعض الموظفين خاصة الجدد البقاء في البيت، أو اﻻتفاق فيما بينهم على توزيع الحضور عليهم، والمشكله تأتي حين يلزم الجميع بالدوام عن طريق البصمة، ويجبرون على الحضور جميعا للدوام في غرف ﻻ تتسع لهم جميعا.
هذه المشكلة أضعها بين أيدي المسؤولين وﻻ نملك غير اﻷمل بحلها لسبب بسيط جدا، ما يصير ناس عايشه بربيع وناس ماكله تبن، واعذرونا على تلك الكلمة فلا يوجد لدينا ما هو أكثر وقعا منها.

عزيزة المفرج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.