تحوطوا بارك الله فيكم
هناك سؤال مهم جدا يحتاج الى اجابة وهو أنه بعد ان ينتهي الكابوس المسمى بداعش من الوجود، وهو سينتهي باذن الله تعالى حين تتضافر جهود المجتمع الدولي ﻹنهاء وجودهم، ماذا سيكون وضع أفراد العصابة من الدواعش الذين تم ترويضهم على التوحش والهمجية، وأصبح القتل والذبح وسفك الدماء واثارة الرعب والهلع في قلوب الناس أمرا عاديا عندهم ﻻ يستحق مجرد التفكير فيه.ما العمل مع هؤﻻء الذين ﻻ يقلون عن المغول والتتار ارهابا ودموية وعنفا ودمارا؟ بلادنا العربية من أقصاها الى أقصاها خرج منها أهل ضلال وظلم هم الدواعش، أذاقوا اﻷبرياء من الويل ما أذاقوا، وﻻ يكاد بلد عربي واحد يخلو منهم، وهم بمجموعهم قوة تدميرية ﻻ يمكن انكار قوتها، فما العمل مع تلك الحقيقة المرة، وهل سيسمح ﻷفراد تلك الفئة الباغية بالعودة كل الى بلده، ويأخذون فترة سجن محددة يخضعون فيها لمراجعات ثم عفا الله عما سلف، والوجه من الوجه أبيض.وأولئك اﻷطفال والصبية الذين حضروا الكثير من عمليات اﻹعدام وزهق اﻷرواح وتأقلموا معها، وتآلفوا مع مشاهدها البشعة، بل وشاركوا فيها، وصاروا يقتلون الناس، ويفصلون رؤوسهم عن أجسادهم ويستخدمونها- أي الرؤوس – في لعبة كرة القدم في الشوارع والطرقات بكل أريحية، من دون اهتمام بحرمة الموت والميتين ماذا ستفعلون بهم ومعهم.هؤﻻء اﻷطفال الذين صاروا مرضى ومعقدين نفسيا، كيف سيعاد تأهيلهم وعلاجهم من أجل اعادتهم بشرا أسوياء طبيعيين بعد تلك الخبرات الفظيعة التي عاشوها، وربما أعجبوا بها الى حد الهوس والجنون، هذا طبعا على فرض وجود نية لعمل ذلك.في اﻷفلام والمسلسلات اﻷمريكية هناك ما يطلق عليه مسمى serial killer فهل سيكون عندنا في المستقبل مثل أولئك المجرمين الذين يخطفون الناس ويقتلونهم، وربما مثلوا بجثثهم، ونثروا أجزاءها في أرجاء البلاد؟ هذا الوضع عند التفكير فيه يثير الرعشة والخوف، بالتالي ﻻبد من الدول العربية عبر جامعة الدول العربية، ودول الخليج العربي عبر مجلس التعاون ان يجهزوا خططا استباقية لعلاج الموقف قبل ان يقع الفاس بالراس، ونجد أنفسنا في نوع من البلاء عظيم من الصعب علاجه.نعرف ان هؤﻻء البغاة عايشين الدور، بالتالي ﻻ يعترفون اﻻ بدولتهم الهشة، وﻻ يريدون العيش في مكان آخر سواها، ولكن دولتهم الخيالية تلك لن تستمر، وسيقضى عليها بحول الله في يوم من الأيام، فالى أين سيذهب كل هؤﻻء؟، أو حتى بعضهم اﻻ الى بلدانهم خاصة اذا شعروا بالحنين ﻷهلهم وأسرهم، اﻻ ان كانوا سيتقدمون بطلب انضمام الى تلك الدولة اﻷوروبية الجديدة المسماة ليبرﻻند التي تبحث عن مواطنين لها حاليا، في تلك الحالة سنعتبرهم صخرة وانزاحت عن طريق المسلمين.
عزيزة المفرج