مقالات

لننتقد لكن دون مبالغة

ان ننتقد أوضاعا خاطئة في بلدنا شيء، وأن نظامه ظلما بينا، ونشوه صورته بهذا الشكل أمام اﻵخرين شيء آخر، وكم سمعنا وقرأنا انتقادات لوزارة الصحة، وأنها تقدم أسوأ الخدمات الصحية للمواطنين، وهو كلام مبالغ فيه خاصة ان الدولة تصرف عشرات الملايين شهريا في علاج المرضى كويتيين ووافدين.في رمضان الماضي كنت أتابع برنامجا على احدى الفضائيات العربية، وكان الموضوع عن اﻹهمال في المستشفيات وتناول قصة سيدة حامل مريضة بالقلب رفض مستشفى خاص ان يجري لها عملية جراحية مستعجلة بسبب حادث سير تعرضت له ما لم يسدد زوجها التكاليف أوﻻ، وأقرب مستشفى حكومي لم يكن مؤهلا ﻹجراء عمليات جراحية لنقص المعدات واﻷدوية واﻷخصائيين فكان من الطبيعي مع أوضاع كتلك ان تموت، وأن يؤدي اﻹهمال الطبي واللامباﻻة في بلدها الى ان تخسر حياتها.أذكر تلك الحكاية ﻷنه في نفس تلك الليلة تعبت احدى شقيقاتي المريضة بالقلب، فنقلتها سيارة اﻹسعاف التي وصلت لنا في خمس دقائق الى المستشفى، ويشهد الله ان العناية كانت ممتازة، واﻷطباء والممرضات اعتنوا بها وبمن كانوا معها في الطوارئ كما ينبغي وأكثر، وعدنا إلى المنزل صباح اليوم التالي بعد ان تحسنت صحتها بفضل من الله.هذه الحادثة واحدة من عشرات المرات التي احتجنا فيها الى علاج وحصلناه أنا وأنت وهو وهي وهما وهم وهن، فمنذ مولدنا لم تتأخر بلدنا بارك الله فيها في توفير مختلف أنواع العلاج لنا، دع عنك اﻷدوية مرتفعة الثمن التي توفرها للمرضى المحتاجين لها، فهل نأتي بعد ذلك كله وﻻ نقول الحقيقة كما يتطلب العدل واﻹنصاف.من بين هؤﻻء الذين ﻻ يرون في الكويت شيئا يعجبهم شخص كتب ان حالة مستشفياتنا تبجي الصخر أي تبكي الصخر.ابن احدى الصديقات ولد بفك وأسنان مشوهة وقد حصل على أفضل علاج ولمدة طويلة في مركز بنيد القار الصحي، ولو كان العلاج قد تم في عيادة خاصة لما قلت تكلفته عن 12 ألف دينار.هذا العلاج الممتاز في طب اﻷسنان لدينا مثله في باقي اﻷمراض، ولدينا أطباء ماهرون ﻻ يجب ان ننكر فضلهم، ووزارة الصحة تستخدم أفضل المواد واﻷدوات الطبية، وان كانت هناك أخطاء فهي تحدث في أفضل المستشفيات في العالم.تقول صديقتي أم ذلك الولد أنها دفعت 32 يورو لطبيب في مستشفى بألمانيا من أجل شرشف يغطي ساقيها أثناء الكشف عليها، أو الرضا بالكشف من دون غطاء لذلك طلبت مني كتابة التالي ردا على المغرد في تويتر: أنت مال تنكفخ بصخرة وعقبها ما تلاقي دواك وﻻ في أعرق مستشفى في العالم عشان تعرف شلون مستشفياتنا تبجي الصخر.

عزيزة المفرج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.