وزير النفط : السياحة تطورت في العالم من الترفيه إلى المعالم الجمالية للبيئة
قال وزير النفط ووزير الدولة لشؤون مجلس الامة رئيس المجلس الاعلى للبيئة الدكتور علي العمير إن السياحة تطورت في العالم من سياسة الترفيه والاطلاع على المعالم الحضرية الى السياحة البيئية القائمة على التوازن البيئي وإبراز المعالم الجمالية للبيئة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها العمير اليوم خلال احتفال الهيئة العامة للبيئة ومدرسة أم عطية الانصارية والمنظمة الاقليمية لحماية البيئة البحرية بمناسبة يوم البيئة الاقليمي تحت شعار (السواحل البحرية والسياحة البيئية) الذي يصادف 24 أبريل كل عام.
وأضاف العمير خلال معرض الرسوم البيئية الذي أقامته الجهات الثلاث المذكورة ان يوم البيئة الاقليمي يعد مناسبة لتجديد وتأكيد التزام الكويت بالاتفاقية التي وقعت عليها عام 1978 لإنشاء منظمة إقليمية لحماية البيئة البحرية لتكون مسؤولة عن الحفاظ على بيئتها البحرية.
وأوضح أن الاتفاقية جسدت أواصر التعاون بين المسؤولين عن البيئة في المنطقة ووضعت الأسس السليمة للمحافظة على البيئة البحرية ورسمت استراتيجية واضحة كما ساعدت على وضع هدف لمكافحة التلوث بكافة مصادره بما يعكس آمال الشعوب للعيش ضمن بيئة سليمة.
وذكر أن شعار هذا العام “يتيح الفرصة للاطلاع على ماتحويه بيئتنا البحرية من سواحل خلابة وتراث حضاري عريق وشعاب مرجانية وأشجار المانغروف واحياء بحرية متنوعة وجزر متناثرة وطيور مهاجرة من جزيرة بوبيان الى جزيرة مصيرة جنوب سلطنة عمان”.
وبين أن السياحة باتت تركز على بيئة أكثر نظافة وصحة “فالسياحة والبيئة أمران مترابطان ومتكاملان كلما زادت نظافة البيئة انتعشت السياحة وزاد تحقيق المصالح الاقتصادية والاجتماعية حيث إن السياحة في بيئة متدهورة تحد من فرص تنمية السياحة في الدول”.
ولفت الى أن التنوع الاحيائي وبقاء الانواع النادرة والمهددة بالانقراض والثروات الطبيعية والآثار التاريخية وقرى الحرف اليدوية والأسواق القديمة والموائل البحرية عوامل أساسية في تنشيط السياحة البيئية وتجذب السواحل على المستويين الوطني والدولي.
من جانبه قال الامين التنفيذي للمنظمة الاقليمية لحماية البيئة البحرية الدكتور عبدالرحمن العوضي إن هذا الاحتفال يأتي ضمن استراتيجية المنظمة في النهوض بالوعي البيئي منوها بجهود الدول الأعضاء في مجال السياحة البيئية وتبيان ماتضمه سواحل المنطقة من إرث بيئي طبيعي وجمالي وتاريخي وثقافي متنوع.
وأضاف العوضي أن السواحل البحرية للمنطقة أغلبها طبيعية مستوية تمتد لأكثر من ثمانية آلاف كيلومتر وتوفر أماكن كثيرة صالحة لإنشاء المدن والأنشطة الحضارية المختلفة والمتنزهات مشيرا الى أنها تحتوي على العديد من الموارد والثروات الطبيعية القيمة وتضم أحياء نباتية وحيوانية.
وأوضح أن “سواحلنا تتسم بالتنوع حيث في الشمال الغربي توجد السواحل الطينية المسطحة وفي الجنوب سلسلة جبال عمان والسواحل الداخلية ومجموعة من الخيران وكثبان الشاطئ الساحلية الصخرية البحرية والساحل الغربي منخفض ومسطح ورملي اما الساحل الايراني فتضاريسه مختلفة لا تصلح للسياحة البيئية”.
واشار الى وجود اكثر من 130 جزيرة بالمنطقة اكبرها جزيرة (قشم) على الساحل الايراني و(بوبيان) و(مصيرة) وهي أماكن آمنة لحفظ التنوع الاحيائي البحري ومأوى للعديد من الطيور المقيمة والمهاجرة والسلاحف النادرة.
وأفاد أن السياحة عامل رئيسي لاقتصاد الدولة في وقت تتجه دول العالم وخصوصا في العقدين الماضيين الى التركيز على البيئة لما لها دور مهم وفعال في الجذب السياحي حيث تعزز حماية البيئة الاقتصاد الوطني والمواقع الاثرية والمعالم.
وذكر العوضي أن دول المنظمة تتفاوت في اهتمامها بتشجيع السياحة البيئية من خلال تبني مشروعات لاستثمار سواحلها وجزرها لهذا الغرض كما تتداخل سياسات وخطط تطوير السياحة البيئية الساحلية مع سياسات وخطط التوسع الحضري والمشروعات الاسكانية والصناعية الترفيهية ان لم تتعارض معها في بعض الاحيان.
واشار الى أن السياحة البيئية الساحلية بحاجة الى مزيد من التطوير لتوفر مصدر اضافي للدخل الوطني وتنمية المجمعات المحلية التي تستفيد من عوائد هذه الصناعة بما توفره من فرص عمل للسكان من وظائف جديدة ومهن مساعدة.