مقالات

كم أنا فخورة بها

حديقة الشهيد من أجمل الحدائق التي رأيتها، ليس في الكويت طبعا، ولكن في العالم، بسبب رقي تصميمها وتنفيذها، والرمزية في كل جزئية فنها، ولكن قدر ما ابتهجت وفرحت وافتخرت بها، انتابنى قلق وخوف.
هذا النوع من الأعمال، التي تضيف الكثير الكثير الى نفوس أهل البلد والى من يعيش على ارضها، حيث المشي وقضاء الوقت في جو اخضر ممتع راق، يحتاج الى الاهتمام المتواصل لاستمرار التميز فيه، من حيث الصيانة والاهتمام وعدم السماح لأي كان بمخالفة قانون النظافة والتدخين واستخدام اي مرفق داخلها ، وهذا يتطلب خطة واضحة وصارمة تمتد الى سنوات طويلة وليس الى اشهر قليلة، ليطالها الاهمال كما نرى في كثير من مرافق الدولة للأسف.
أجمل ما في موضوع حديقة الشهيد، أن شباب لوياك (وهم مجموعة شباب تم احتضانهم وتدريبهم على يد متطوعين غالبيتهم من نساء الكويت وبمساندة متقطعة من المتبرعين لضمان استمرار نشاطهم)، هم من يديرون هذا المرفق الرائع الذي افتتح الجزء الأول منه تحت رعاية سمو أمير البلاد قبل فترة.
هؤلاء الشباب يحتاجون الى التشجيع والمساندة والدعم بكل الوسائل المتاحة للحفاظ على مستوى الحديقة الرائع لتكون قبلة نفتخر بها لكل زوار الكويت، وايضا مكاناً يقضي فيه كل من يعيش على ارض الكويت احلى وامتع الاوقات، دون ان ينغصه استخفاف البعض بالقوانين او منظر الاوساخ هنا وهناك او منظر التكسير والاهمال في ارجائها.
ما أروع ان نرى بناتنا وابناءنا الشباب يخاطبوننا بكل ادب واخلاق عالية عن الوجهة التي ترغب في الانطلاق اليها بالحديقة، او وهم يردون على تساؤلاتنا عن اي استفسار يخص اي مكان او امر يتعلق بالحديقة، والأروع أن ترد عليك إحدى بناتنا بعد أن انتهت من تعريفنا برمزية مكان واكثر، سامحوني اذا قصرت بشيء.
هذا هو الكويتي وهذي هي الكويتية التي نفخر ان نقول انهم كويتيون، منتهى الاخلاق والاسلوب الراقي في الكلام، مصحوبة بالابتسامة العريضة وروح المساعدة.
حديقة الشهيد، صرح غاية فى الاهمية والجمال وهي المتحف الكبير الذي يحكي لك خصوصية المجتمع الكويتي وبعض وقفات من تاريخه الرائع، حتى الشجيرات وكثافتها في مكان دون آخر له معنى، وأروع ما أحسست به هو الشعور بالعظمة والعلو عندما وصلت الى صرح الدستور، وكيف تم نقل فكرته من صفحات الى مواد تختلف في اهميتها وحجمها،الى مجسم لونه ذهبي صُفّت عليه مكعبات مربعة متصاعدة، بعضها صغير غير نافر قدر مكعبات أخرى أكبر حجماً واكثر نفورا تعبيرا عن اهمية مادة عن اخرى.
لنشجّع هذا الصرح بتشجيع القائمين عليه، وتشجيع الالتزام بنظافته ورقيه واستمرار جماله باستمرار صيانته من قبل جهة متخصصة وليس بعمال من هنا وهناك.

إقبال الأحمد
Iqbalalahmed0@yahoo.com
Iqbalalahmed0@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.